2007-11-30 • فتوى رقم 24722
أود أنا أسأل سؤالاً لحضرتك، ولكن أريد إجابة محددة جدا: أريد أن أعرف معاملة العادة السرية, هل تعامل علي أنها زنا، هل هي زنا ويطبق عليها أحكام الزنا واحتسابها ككبيرة؟ أنا أعرف أنها ذنب في جميع الأحوال، ولكني لا أريد أن أستفتسر عن حلتها أو حرمتها، إنما أرد أن أعرف درجتها، هل هي تعتبر الزنا بعينه ومستواه ككبيرة، أم أن العادة السرية تعامل بشكل مختلف عن الذنوب الكبائر،
وإن كانت زنا بيين, فهل تعتبر إذن كل مرة يقام فيها بهذا العمل تعتبر زنية مفردة وكبيرة مفردة؟
أفيدونا أفادكم الله وأرجو ألا يكون الرد (هذا شئ خطأ وأبتعد عنه واستغفر...) لأني لا أستفسر عن هذا ولا يرد لي أحد عن هذا السؤال لا أعرف لما، فأرجو أن أجد الرد عندكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالعادة السرية وإن لم تكن من الكبائر وليس لها حد لكنها محرمة شرعاً، وعليك الابتعاد عنها لحرمتها ولأضرارها الصحية والنفسية، وأخشى من أن تتهاون في ارتكاب الذنوب غير الكبائر، فالإصرار على فعل الصغيرة يجعلها كبيرة من الكبائر.
فعلى المسلم أن يترك كل المحرمات ويجتنبها، ولا شكأن اجتناب الكبائر أولى، لكن ذلك لا يبرر فعل الصغائر، فقد روى أحمد في المسند عن عبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ لَهُنَّ مَثَلًا كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا أَرْضَ فَلَاةٍ فَحَضَرَ صَنِيعُ الْقَوْمِ فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ فَيَجِيءُ بِالْعُودِ وَالرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْعُودِ حَتَّى جَمَعُوا سَوَادًا فَأَجَّجُوا نَارًا وَأَنْضَجُوا مَا قَذَفُوا فِيهَا))
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.