2007-08-28 • فتوى رقم 20705
أمي عاشت مع أبي لمدة (50) عاما، وكان يسيء معاملتها بالرغم من أنها كانت مطيعة له للغاية كالعبيد، مؤخراً مرضت بداء السرطان، فجئت بها إلى منزلي في مدينة أخرى من أجل العلاج، وبقي أبي مع أختي لتخدمه، بعد ( 8) أشهر من العلاج تحسنت حالة أمي، وقرر أولادها أن يحققوا لها بإذن الله أغلى أمنياتها ألا وهي زيارة بيت الله الحرام، ولكن هناك مشكلة مع أبي الذي كان يرفض دائماً الذهاب إلى الحج أو العمرة، ولا يسمح لأمي بذلك ولهذا قرر كل أولادهاأن نرسلها إلى العمرة دون علم والدي الذي لا يسأل عنها، ويظن أنها لازالت تعالج، ونخاف أن أخبرناه أن يرفض، ويثير لنا مشاكل كثيرة، علماً بأنه مريض بداء السكري، وصعب المزاج، فهل يجوز شرعاً ما قررناه لأمي، ونحن نخاف أن يعود لها هذا المرض الخبيث، فلا تتمكن من تحقيق ما ترجوه؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز للزوجة الخروج من منزلها من غير إذن زوجها لغير ضرورة ماسة، أو سبب شرعي لذلك، كامتناعه عن الإنفاق عليها، أوضربها، أو خروجها للطبيب، أو لحج الفرض، أو... ويعد نشوزاً عن طاعته، وتأثم الزوجة فيه حتى ترجع، وعليه فلأمكم أن تذهب للعمرة ولو لم يأذن لها زوحها إذا كانت العمرة الأولى في حياتها ومعها محرم، والأفضل لكم أن تستأذنوه بلطف ولين وتجتهدوا في كسب رضاه بخروجها للعمرة، وأسأل الله تعالى أن يوفقكم لذلك،
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.