2005-11-23 • فتوى رقم 203
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الفاضل
انا اعمل في شركة سيارات بمهنة مسؤول مبيعات، نقوم ببيع السيارات الحديثه في الشركة نقدا ولا يوجد اقساط. معظم المبيعات تكون من خارج الشركة أقساطا عن طريق البنوك الاسلامية والربوية. سؤالي هو انا أتقاضى عمولة من البنوك الربويه تلقاء بيع السياره عن طريق هذا البنك الربوي، فهل يحل لي اخذ هذا المبلغ، وهل هو حلال أم حرام، علماأن البنك الدولي الاسلامي يعطينا نفس المبلغ، أفيدونا أفادكم الله، أخوكم بالله أنس أحمد.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإنني لا أرى جواز التعامل مع البنوك الربوية استثمارا مطلقا، لقوله تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:275)
ولا أرى جواز التعامل معها أخذا أو إعطاء مطلقا أيضا، إلا في حالات الضرورة القصوى وعلى قدرها، لما في ذلك من مساعدتها على الترابي مع الغير. وسواء في ذلك في نظري التعامل مع البنك الربوي الأصلي أو النوافذ الإسلامية المتفرعة عنه ولو كانت تتصرف وفق أحكام الشريعة الإسلامية، ما دامت في النهاية تصب أرباحها في البنك الأصلي.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.