2007-06-20 • فتوى رقم 17134
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل أنا فعلاً مطالبة بالإنفاق على ورثي من مالي الخاص، علما بأن زوجي مقتدر، وإن ما معي من مال هو مبلغ بسيط جدا، لا يكفي لما يطلبه مني، وقد كان نتيجة بيع أسورة من مصاغ أمي، إلى جانب مبلغ المعاش الذي أخذته من المعاشات عند زواجي.
وهل إنه لا بد أن يستفيد من ورثي حتى يصرف علي فيه، وأنا التي أدفع من مالي الخاص ما يطلبه المحامون فيما يتعلق بذلك الورث، ويقول لي: أنا مطالب أن أؤكلك وأشربك وأعالجك، أما غير ذلك فمطلوب منك أنتي.
سؤال آخر: هل ما يعطيه لأهله ليدخروه كمال خاص لهم حق فعلا لهم كما يقول، وإنني ليس لي الحق في المطالبة بالمثل في ذلك؛ لأن لي ورث من أهلي؟
وأخيراً: هل أنا فعلا مدينة له بالمبلغ الذي دفعه في تخليص شقة ورثي، بالإضافة للزيادة المترتبة عليها خلال السنة، لأنها مدفوعة لشيء يخصني؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فنفقة الزوجة تجب على الزوج وحده على قدر حاله، وعليه كفاية زوجته من النفقة، من مطعم وملبس ودواء ومسكن وخدمة، وما عدا ذلك لا يكلف شيئاً.
وله بعد أن يكفي زوجته ما سبق أن يعطي أهله ما شاء من ماله، وليس لزوجته الحق في منعه من ذلك، كما ليس له أن يتدخل في تصرفها في ماله الخاص بها.
كما أن للزوجة ذمة مالية مستقلة، فمالها لها، ولها وحدها حق التصرف فيه كما شاءت، وليس للزوج أن يجبرها على أن تنفقه في وجهة معينة، لكن يجدر بالزوجة أن تستشير زوجها قبل الإنفاق تأدباً، ولا تستغني عن خبرته.
ثم المبلغ الذي دفعه زوجك لتخليص شقتك التي ورثتيها: إن دفعه على أنه دين عليك فهو كذلك، وعليك وفاؤه له. أما إن دفعه متبرعاً فليس له أن يطلبه منك بعد دفعه له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.