2006-01-25 • فتوى رقم 1697
حدث خلافٌ شديدٌ بيني وبين زوجتي، وقد أخطأت معها في هذا الخلاف خطأً جسيماً، فقد سببتها بألفاظٍ نابيةٍ بذيئةٍ، ودعوت عليها بأن تصاب بأمراض ٍلا يمكن للأطباء علاجها منها، وإنني أعلم بأنني مخطئٌ خطأً جسيماً في هذا التصرف، ومع ذلك فقد احتملت ولم تشكني لأحدٍ، إلا أنها قد امتنعت عني، كما امتنعت عن أن تقوم بخدمتي، فلم أستطيع الصبر طويلاً على هجرها لي، فأخذت أشاكسها وأستفزها، ثم تتطاولت عليها بالضرب، فشكتني إلى عمها، وهو محامٍ متخصصٌ في الجنايات، فاتصل بي وأخبرني بأن أذهب إليه بعد انتهاء عملي في مكتبه، في الساعة العاشرة مساءً، فلما ذهبت إليه وجدتها وخالتها وعمها المحامي وعمها الآخر وزوج عمتها، وعندما جلست قال لي: أنا جايبك هنا عشان تسمع ومتتكلمش، وتنفذ اللي أنا هقول عليه، عشان ده قرار ومش هارجع فيه، إنت النهارده هتطلق وتسيب البيت لمدة 6 شهور، لغاية لما تتعلم الأدب، ولو أنا صفيت من ناحيتك، وعرفت إنك اتعدلت، ربنا يقدرني وأرجعكم لبعض تاني بشروطي، مش عشانك ولكن عشان البنت اللي بينكم، وإلا هتشوف أنا هعمل فيك إيه، المحاكم دي مش سكتي، أنا هعرف آخد حقي منك إزاي.
وقام بتهديدي بأن يسلط علي أحد المجرمين بأن يقوم بقتلي، أو أن يقذف علي ماء نارٍ، كما قام بتهديدي بأن يعتقلني، وأن يقوم بحبسي، فرضخت لطلبهم وقمت بالطلاق، مع أنني قد رجوته كثيراً وتكراراً بأن يبتعد عن هذا القرار، ويجد قراراً آخر يمكنه فيه أن يأخذ حقه وحق ابنتهم التي هي زوجتي، التي اعترف بأنني قد أسأت إليها مراراً وتكرراً، إلا أنه لم ينثني عن قراره، وأخذ يقوم باتصالاتٍ متعددةٍ لكي يهددني، وعندما جاءت زوجتي إلى المأذون رجوتها أن تمهلني فرصةً أخيرةً فرفضت، وقالت للمأذون: أنا عايزة أطلق عشان أنا كرهاه كره كبير، مش قادرة أشوف وشه، مش قادرة أتحمل نفسه في البيت.
مع كل هذه الأمور والتهديدات المتكررة من قبلهم رضخت لما يريدون وقمت بإجراءات الطلاق
1- التوقيع على أوراق الطلاق، ولكن بنية أن هذا الإجراءات الرسمية توثيقٌ للطلاق الأول الذي قمت به من قبل (قبل الدخول بها حيث أنني قد انفعلت معها من قبل، وقمت بطلاقها قبل الدخول ثم رددتها إلي مرة أخرى) فقلت في نفسي أن هذه فرصةٌ لإثبات هذا الطلاق، وحتي يمكنني تهدئتهم، وذلك لاقتناعي الكامل بأن هذا الطلاق الذي يريدونه واقع تحت الضغط والقهر من قبلهم.
2- بعد أن قمت بالتوقيع على أوراق الطلاق، قامت زوجتي بإبرائي من جميع مستحقاتها من المؤخر والنفقة ونفقة المتعة، فأخبرني المأذون بأنني بهذا التصرف لا يمكنني إرجاعها إلا بعقدٍ ومهرٍ جديدين في حضورها، ولا يمكنني ردها غيباً، وجعلني أكتب إقراراً بهذا
3- في النهاية قام المأذون بترديد كلمات الإبراء لزوجتي ورردتها معه، ثم قال لي قل لها: أنت طالق، وهنا قمت بقول: أنت - مش (في سري) - طالق.
فهل يقع هذا الطلاق على الرغم من أنه واقعٌ تحت قهرٍ وتهديدٍ، ومع تلاعبي في لفظ الطلاق، أم أنها ما زالت زوجتي شرعاً، فأنا لا زلت متمسكاً بها، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يعينني على نفسي الأمارة بالسوء.
وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يمكنني البت في أمر طلاقك هذا لكثرة التداخلات فيه، ولكن عليك مراجعة أحد المفتين في بلدك، وذكر كل التفصيلات حتى يعطيك الحكم الشرعي.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.