2007-06-22 • فتوى رقم 16404
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
لدي مشكلة فيما يخص زواجي حيث إنني أقطن في بلجيكا، وتعرفت على فتاة من خلال أخيها، حيث إنها لا تملك أوراق إقامة، وأردت الزواج منها إلا أنني بعد حديثي معها لعدة مرات علمت أنها مريضة بالأعصاب، وتفقد السيطرة على عضو من أعضائها لمدة قد تتجاوز الساعتين، وهذا يشكل مشكلة بالنسبة لي مع أنها احتجبت بطلب مني، ومشكل آخر هو أنني شككت أنها كانت على علاقة بابن خالها، وربما كانت لها معه علاقة مباشرة من اللمس والقبل، وعلمت ذلك من خلال حيلة قمت بها لمعرفة ماضيها وما إذا كانت لها علا قات سابقة، فاكتشفت علاقتها بابن خالها، وهذا يشكل مشكلا بالنسبة لي سواء نفسياً أو معنوياً واحترت في أمري، ولا أعرف ماذا سأفعل..
هل أتزوجها مع أنني غير مرتاح لعلاقتها الماضية، وبذلك يمكن أن تحصل على أوراق إقامة في هذا البلد، و ستبقى علاقتي بصديقي جيدة؟ وإنني والله شاهد علي أني أريد أن أعف نفسي مما أراه من انحلال خلقي في هذا البلد مع أن عمري(27) سنة، أو أرفض وأخسر صديقي، وربما تسوء علاقتي به؟كيف سأتصرف حفظكم الله?
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما ذكرته من مرضها العصبي، فإنك صاحب القرار فيما إن كان ذلك يُحد من رغبتك بها، ويصرف تطلعك إليها، أو لا .
وأما عن علاقتها بابن خالها وما ذكرت من ماضيها، فإن كانت قد تابت عن ذلك كله التوبة الصادقة النصوح، بالندم على المعصية والاستغفار والعزم على عدم العود إليها، وتأكدت من صدق توبتها، فلك أن لا تجعل ذلك حاجزاً بينك وبين زواجها.
ولا بد أن تعلم أن أنكما قبل العقد أجنبيان عن بعضكما من كل الوجوه كالغرباء، ولا يجوز تحدث الرجل مع المرأة الأجنبية في غير الحاجات الضرورية وبكامل الأدب والحشمة ودون خلوة، وعلى علم من الأهل ومسمع منهم.
أما بعد عقد القران فيحل للرجل من المرأة ما يحل للزوج من زوجته تماماً.
فعليكما التوبة والاستغفار إن كنتما قد خرجتما عن هذه الحدود المشروعة.
ولك أن تعتذر لأخيها(في حال عدلت عن خطبتها) بلطف ولين، وعليه أن يتفهم ذلك، وستبقى العلاقة بينكما بإذن الله كما كانت، وأوصيك بصلاة الاستخارة ودعائها، وهذه كيفيتها:
صلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور،( اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
_عند قوله هذا الأمر: أي يذكر الشيء الذي يستخير الله تعالى لأجله، وهو الزواج من الفتاة الفلانية هنا.
وأسأل الله أن يرشدك لصواب أمرك، وأن يسدد رأيك، ولمكنني أنصحك بأن لا تعزم على الزواج منها حتى تظن في نفسك أن هذه هي فتاة أحلامك التي تفتش عنها، ولا تجعل الزواج وسيلة إلى التحبب إلى أخيها أو شفقة عليها، فإن ذلك لا يدوم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.