2007-06-11 • فتوى رقم 15320
هل عند كتابة محمد (رسولنا الكريم) يجب كتابة صلى الله عليه وسلم، أم يجوز كتابة (ص) أي صلى الله عليه وسلم؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد كره جمهور العلماء اختصار صلى الله عليه وسلم إلى (ص) أو (صلعم).
وأنقل لك ما قاله ابن الصلاح في كتابه "معرفة علوم الحديث" حيث قال: النوع الخامس والعشرون: في كتابة الحديث وكيفية ضبط الكتاب وتقييده.
قال: التاسع: ينبغي له أن يحافظ على كتبة الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عند ذكره، ولا يسأم من تكرير ذلك عند تكرره؛ فإن ذلك من أكبر الفوائد التي يتعجلها طلبة الحديث وكتبته، ومن أغفل ذلك حرم حظا عظيما، وقد روينا لأهل ذلك منامات صالحة.
ثم قال: وليتجنب في إثباتها نقصين:
أحدهما: أن يكتبها منقوصة صورة رامزا إليها بحرفين أو نحو ذلك.
والثاني: أن يكتبها منقوصة معنى بأن لا يكتب (وسلم) وإن وجد ذلك في خط بعض المتقدمين.
سمعت (أبا القاسم منصور بن عبد المنعم) و (أم المؤيد بنت أبي القاسم) بقرائتي عليهما قالا: سمعنا (أبا البركات عبد الله بن محمد الفراوي) لفظا قال : سمعت المقرئ (ظريف بن محمد) يقول : سمعت (عبد الله بن محمد بن إسحاق الحافظ) قال: سمعت (أبي) يقول : سمعت (حمزة الكناني) يقول: كنت أكتب الحديث، وكنت أكتب عند ذكر النبي (صلى الله عليه) ولا أكتب (وسلم)، فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام، فقال لي: ما لك لا تتم الصلاة علي؟ قال: فما كتبت بعد ذلك (صلى الله عليه) إلا كتبت (وسلم).
ثم قال: قلت: ويكره أيضا الاقتصار على قوله (عليه السلام)، والله أعلم بالصواب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.