2007-04-27 • فتوى رقم 13417
السلام عليكم، وجزاكم الله خيراً.
أما بعد: فأنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة، جائتني الدورة الشهرية في سن التاسعة، وكنت وقتها جاهلة بها وبالفروض الدينية الواجبة، أي الصلاة والصوم، والآن وأنا راشدة أريد أن أكفر عن سنين الجهل التي مررت بها؛ فكيف السبيل لذلك، علماً أني لم أصم عامين حسب التقريب؟
أرجو من فضيلتكم مدي بالحل لمشكلتي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأبارك لك انتباهك لنفسك قبل فوات الأوان، وأؤكد لك بأن الصلاة الفائتة وكذلك الصوم يبقيان في ذمة الإنسان، ولا تبرأ ذمته إلا أن يقضيهما كلهما، ولقد أخطأ أهلك جداً عندما قصروا معك في صغرك، ولم ينبهوك لذلك.
وكل ماهو مطلوب منك الآن أن تقدري الأوقات التي تركت الصلاة فيها منذ البلوغ، ثم تقضي ذلك بحسب قدرتك وإمكانك على مهلك، فتقضي مع كل صلاة وقتية صلاة سابقة أو أكثر، ولك أن تقضي الفروض السابقة بدلا من السنن الحالية إذا تعذر الجمع بين القضاء والسنن؛ لأن الفروض مقدمة على السنن، ولك أن تقضي العشاء في وقت الظهر أو العصر أو غير ذلك، ولك أن تقضيها كلها في الليل إذا شئت، ولك أن تقضي أكثر من فرض واحد في الوقت الواحد، وأسأل الله تعالى لك القبول.
وكذلك الصوم، ما فاتك منه هو دين في ذمتك، وعليك قضاؤه على مهلك، تجتهدي في تقدير عدده منذ البلوغ، ولك أن تصومي يوم الإثنين والخميس بنية القضاء لتقضي ما فاتك من الصوم السابق، وتوجري إن شاء الله تعالى فوق قبول القضاء أجر صيام هذين اليومين الفاضلين، وأرجو أن يسامحك الله تعالى في الكفارة بترك الصيام في وقته.
وأرجو أن توفقي مع ذلك إلى توبة نصوح مقبولة إن شاء الله تعالى، وإن الله تعالى يفرح كثيرا بتوبة عبده، ويباهي بها الملائكة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.