2007-03-21 • فتوى رقم 11298
الشيخ الكريم: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا فتاة مغربية من مدينة فاس، مقبلة على الزواج بإذن الله تعالى، وقد كانت لي رغبة في ما مضى، إن يسر لي الله تعالى الزواج، أن يتم عقد قراني بجامع القرويين، لما لهذا الجامع في نفسي من تقدير وإجلال، ولكن شاء الله تعالى أن تكون بالجامع حاليا أشغال الإصلاح والترميم؛ ومع هذا فإني أرغب في أن يتم عقد قراني بأحد المساجد القريبة من بيتنا.
وأود التأكيد على أني أصر على أن يخلو هذا الأمر من أي مظهر من مظاهر البهرجة أو الاحتفالية، ولكني مع ذلك أخشى من أن يصير الأمر "موضة"، ويبتدع الناس فيه، وأكون قد ابتدعت أمرا ليس من الدين في شيء، ومعلوم أن كل "بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" وأخشى أن يكون علي وزر من عمل بالبدعة من بعدي.
ومن جهة أخرى ينتابي إحساس من أن ما أخشاه ليس إلا وسوسة من الشيطان، يريد أن يثنيني عما أبتغيه.
أفيدوني، جزاكم الله أفضل وأجزل الجزاء بإذنه تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا مانع من أن يتم عقد القران في المسجد، فهو من خير الأماكن لإعلان النكاح، بل ذهب جمهور الفقهاء إلى استحباب عقد النكاح في المسجد، فقد أخرج الترمذي -مع ضعف في الحديث- عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعلنوا هذا النكاح واجعلوه في المساجد واضربوا عليه بالدفوف)، وعقد النكاح يشبه العبادات في نفسه، بل هو مقدم على نفلها، ولهذا يستحب عقده في المساجد، لكن بشرط احترام المسجد وعدم توسيخه واللغط فيه.
وأتمنى لك التوفيق والسعادة في الدارين.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.