2007-02-22 • فتوى رقم 10559
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هل يجوز للمريض أن يجمع أوقات الصلاة؟
حيث إن جدتي أصابها بعض الأورام في قدميها، فأعطاها الطبيب حبوباً دوائية تجعل اخذها بحاجة لقضاء حاجتها كل بضع دقائق تقريباً، لدرجة أن الوضوء يستحيل الحفاظ عليه حتى الوقت التالي، كما أن هناك الأوجاع تصيب جدتي نتجة الأورام، فما قول الشريعة؟
جميل - كندا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد اختلف الفقهاء في جواز الجمع للمريض، فذهب الحنفيّة والشّافعيّة إلى أنّه لا يجوز الجمع بسبب المرض.
وذهب المالكيّة والحنابلة إلى جواز الجمع بين الظّهر والعصر وبين المغرب والعشاء بسبب المرض.
إلاّ أنّ المالكيّة يرون أنّ الجمع الجائز بسبب المرض هو جمع التّقديم فقط لمن خاف الإغماء أو الحمّى أو غيرهما، وإن سلم من هذه الأمراض ولم تصبه أعاد الثّانية في وقتها.
أمّا الحنبلية فيرون أنّ المريض مخيّر بين التّقديم والتّأخير كالمسافر، فإن استوى عنده الأمران فالتّأخير أولى، لأنّ وقت الثّانية وقت للأولى حقيقة بخلاف العكس، والمرض المبيح للجمع عند الحنابلة هو ما يلحقه به بتأدية كلّ صلاة في وقتها مشقّة وضعف.
وإلى رأي المالكيّة والحنابلة في جواز الجمع للمريض ذهب جماعة من فقهاء الشّافعيّة منهم القاضي حسين، وابن المقري، والمتولّي، وأبو سليمان الخطّابيّ، وقال الإمام النّوويّ: هذا الوجه قويّ جدّاً.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.