2007-01-02 • فتوى رقم 9802
السلام عليكم ورحمة الله
لدي قريب يعمل في عمل مطعم(نادل في مطعم أوروبي يقدم بنفسه الخنزير والميتة والخمر للناس)، وليس لديه أي مدخول من مال حلال، فكل ماله حرام،هذا مع العلم أن الرجل يعرف أنه مذنب، وهو يبحث عن مدخول حلال ليوقف عمله الحرام، وسؤالي: هل يجوز لي أن آكل عنده، وأتضيف أم لا؟
المسألة الثانية فضيلة الشيخ: إنني ذهبت إليه في العيد من أجل صلة الرحم، وأعطاني لحماً وحلويات، فأحضرتها إلى بيتي لكنني لم أجرؤ على الأكل منها، فهل أعطيها لشخص فقير لا يعرف مشكلة مال الرجل، أم أرميها، أم آكل منها؟
وجزاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالتنزه عن مخالطة من ماله حرام أو فيه شبهة الحرام أولى تنزها، وكذلك الأكل من ماله، ولكن لو احتاج الإنسان إلى مخالطته والأكل من ماله، لقرابة أو جوار أو غير ذلك، فلا مانع من ذلك إذا كان الماكول طعاما حلالا؛ لأن الحرمة تتعلق بذمته وليس بعين ماله.
وحاول أن تستمر في نصحه بالكلمة الطيبة، لكي يبتعد عن هذا العمل، ويبحث عن عملٍ آخر يرضي الله تعالى، وأرجو أن توفق في ذلك.
وأما أكل اللحم الذي أعطاك إياه فله الحكم نفسه، إن لم يكن لحم خنزير أو طعاما محرما لذاته، أما إن كان لحما محرما كالخنزير فلا يجوز لك ولا لغيرك أكله، لأن لحم الخنزير نجس ولا يجوز تناوله باتفاق الفقهاء المسلمين، والدليل على ذلك قوله تعالى: (قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الأنعام:145)، والرجس في اللغة النجس.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.