2006-11-16 • فتوى رقم 8963
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد فاتتني فروض الصلاة لسنين عديدة، وعندما جلست أحاسب نفسي وأحصي ما فاتني وجدتها أعداداً تفوق المائة ألف ركعة وأكثر، فهل أبدأ بالصلاة مع كل فرض وأترك السنة والنوافل؟
وإني أخاف أن لا يمتد العمر بي لأقضي ما فاتني من صلاة، رغم أني تبت إلى الله، فما هي نصحيتكم إلي؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالصلاة الفائتة سواء قبل التوبة أو بعدها تبقى في ذمة الإنسان، وكل ما هو مطلوب منك الآن أن تقدري الأوقات التي تركت الصلاة فيها منذ البلوغ، ثم تقضي ذلك بحسب قدرتك وإمكانك على مهلك، فتقضي مع كل صلاة وقتية صلاة سابقة أو أكثر، ولك أن تقضي الفروض السابقة بدلا من السنن الحالية إذا تعذر الجمع بين القضاء والسنن؛ لأن الفروض مقدمة على السنن.
ولك أن تقضي العشاء في وقت الظهر أو العصر أو غير ذلك، ولك أن تقضيها كلها في الليل إذا شئت، ولك أن تقضي أكثر من فرض واحد في الوقت الواحد، وأسأل الله تعالى لك القبول، وأرجو أن توفقي مع ذلك إلى توبة نصوح مقبولة إن شاء الله تعالى، وإن الله تعالى يفرح كثيرا بتوبة عبده، ويباهي بها الملائكة، ودليل ذلك من السنة قول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: (من نام عن صلاة أو نسيها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها) رواه النسائي وغيره.
ولا تخافي من تخوفك من الموت قبل تمام القضاء، فهو نابع من حرصك على القضاء وهو أمر حسن جدا، ولك فيه الأجر والمثوبة إن شاء الله تعالى، وأدعو لك بالعمر الطويل، والعمل الصالح، والحياة السعيدة، وأبشرك بأن الله تعالى سيسامحك إن شاء الله تعالى بما يبقى من الصلوات التي عليك إذا توفيت قبل إتمامها إذا بذلت جهدك كاملا في القضاء من غير تقصير فيه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.