2017-06-24 • فتوى رقم 85407
والدي الذي طلق أمي وأنا جنين في بطنها ولم يكلف نفسه عناء تربيتي ولا تعليمي مؤخرا نشب خلاف بيني وبين ابنه من زوجته الثانية، فطردني والدي من بيته ومن حينها وهو يمتنع عن السلام عليَّ أو محادثتي، ويصر على قطع كل صلة للرحم بيننا، فهل أنا مذنب؟ وهل سيعاقيني الله رغم أنه لم يتحمل أي التزام في حقي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
اجتهد في إصلاح العلاقة معه ما أمكن، ولا تكلف أكثر من ذلك.
وحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
ولذلك فإنني أنصحكم بأن تحسنوا لأبيكم قدر إمكانكم وتحاولوا بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بكم ضرراً، وإلا كنتم مسيئين مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدين واجب مهما كانت تقصيراتهم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.