2017-06-24 • فتوى رقم 85392
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 16 سنة، أريد أن أنتحر؛ لأنه في الآونة الأخيرة حدث لي الكثير من المشاكل مع صديقتي وصديقها، وكذلك تبهدلت في المدرسة، وجميع الناس أصبحوا يكرهونني، سؤالي: هل انتحاري في ظل هذه المشاكل حرام؟
أفتوني وانصحوني الله يجازيكم، تعبت.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالانتحار كبيرة من كبائر الذنوب، وهو قتل النفس متعمداً. وربنا – جل وعلا – يقول: ((ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً)) والمؤمن لا يجوز له أن يقتل نفسه، لأن روحه ليست ملكه بل هي وديعة عنده، قال الله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً)، وقد كان رجل من الصحابة أبلى في الجهاد بلاء حسناً، وكان له مواقف جيدة في قتال الكفار، ولما انتهت المعركة وكان به جرح لم يصبر على الألم، فقتل نفسه فسئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم، - فقال هو في النار – وأخبر صلى الله عليه وسلم – أنه من قتل نفسه بحديدة فإنه يعذب يوم القيامة في النار بهذه الحديدة التي قتل بها نفسه.
وقد قرر الفقهاء أن المنتحر أعظم وزرا من قاتل غيره، وهو فاسق وباغٍ على نفسه، حتى قال بعضهم: لا يغسل ولا يصلى عليه كالبغاة، وقيل: لا تقبل توبته تغليظا عليه.
كما أن ظاهر بعض الأحاديث يدل على خلوده في النار قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهَا خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا" أخرجه البخاري ومسلم.
لكن أنصحك بأن تملئي وقتك بكل مفيد نافع من قراءة كتب ومشاهدة البرامج العلمية والعبادات وغير ذلك، وأن تتضرعي إلى الله تعالى ليصلح حالك وهو القادر عليه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.