2017-04-24 • فتوى رقم 84502
قام شجار ونزاع شديد بيني وبين زوجتي وأنا أقود السيارة، فاشتد النزاع بيننا فقمت بضربها على رأسها، فاشتد النزاع بيننا فقمت بضربها على رأسها، وعند نزولها من السياره قامت بسبي بألفاظ أغضبتني جدا لدرجة أنني لم أتمالك أعصابي من شدة الغضب فقلت لها: أنت طالق بالثلاثة، ما حكم هذا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كنت أثناء الطلاق واعيا لما تقول سواء قصدت الطلاق أو لم تقصد فقد طلقت منك زوجتك بذلك... وإن كنت غير واع عند الطلاق من شدة الغضب، والكلام يتفلت منك من غير إرادة فلا تطلق منك زوجتك بذلك أصلاً.
وإن وقع الطلاق فهو واقع ثلاثاً عند جمهور الفقهاء ما دام بلفظ الثلاث، وتقع به بينونة كبرى عند عامة الفقهاء، ولا يحل للزوج أن يعود لزوجته إلا بعد انقضاء عدتها، وزواجها من زوج آخر، ثم موته عنها أو طلاقها منه بمحض رضاه بعد دخوله بها، ثم مضي عدتها، فإن حصل ذلك كله جاز لك العود إليها بعقد جديد، لقوله تعالى: ﴿فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ [البقرة:230].
وذهب بعض الفقهاء إلى أن طلاق الثلاث في مجلس واحد يقع طلقة واحدة، ويفتي بذلك الكثير من المعاصرين، ولا أفتي به؛ لأن الراجح عندي الأول.
قد حرم الله على الزوج أن يسيء إلى زوجته، وقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى النساء فقال صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء) متفق عليه.
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي). أخرجه الترمذي.
ويحرم على الزوج أن يحتقرها أو يشتمها فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(بحسب امرئٍ مسلمٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم) رواه الترمذي.
وقال صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) متفق عليه.
وعندما يكون الزوج سيء الخلق فعلى الزوجة أن تنصحه بالحكمة والقول الحسن، وتداوم على ذلك في أوقات الراحة والفراغ، أو توكل من يتقن فعل ذلك، وتستعمل الحكمة في ثنيه عن خلقه السيئ مع الصبر على ما يكون منه جهد الاستطاعة، أما استعمال القسوة مع الرجل فلا يفيد ذلك غالبا بين الزوجين، لذلك اقتضت الحكمة أن تعالج المشاكل باللين، والله تعالى خالق الناس وهو أعلم بمصالحهم وما ينفعهم، فتبارك الله أحكم الحاكمين.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.