2017-04-21 • فتوى رقم 84468
نحن قد نكون قد سمعنا كثيرا مثلا عن أن ينكح إنسان زوجة إنسان آخر مثلا مهما كان (والعياذ بالرحمن)، فسمعت أناسًا من خلال الفتاوى يقولون: إن زوج هذه المرأة التي زنى بها سوف يظل يأخد من حسنات هذا الزاني بامرأته حتى تتنفد حسناته، فهل هذا صحيح أم عذاب آخر مثلا أم ما هو الحق الحقيقي لحساب هذا الزاني مثلا بوضوح على الآخر مثلا؟ وماذا لو استغفر تمامًا وتاب بعدها.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
أقول لهما (الزاني والزانية): ما فعلتما من أكبر الكبائر، ومن المعاصي التي وعد الله تعالى فاعلها بالعقاب العظيم، وسببه الاختلاط المحرم.
فعليكما الآن ستر نفسكما، وعدم إخبار أحد بما كان منكما، مع المبادرة إلى التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، والإكثار من الاستغفار.
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
فإن تحققت التوبة النصوح، فإن الله تعالى هو المتفضل بوقايتكما من آثار المعصية يوم القيامة، وهو القادر على ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.