2017-02-02 • فتوى رقم 83321
تعرضت منذ عشرين عامًا لحادث اختطاف واغتصاب أدى إلى إصابتي بخلل نفسي يعرضني للدخول في علاقات جنسية مع غرباء لتكرار مشهد الاختطاف، عجز الطب عن مساعدتي طوال السنوات الماضية ما بين حجز في المستشفيات وأدوية تعطل التفكير، محاولات انتحار، زواج وطلاق متعدد، حج وعمرة متعددة، ويأس من الله ثم اللجوء إليه، وبعد عشرين عامًا مات والدي ولم يعد لديَّ مال لمتابعة محاولة العلاج الفاشلة، هل الانتحار أفضل من أكمل حياتي زانية؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
كلاهما كبيرة من كبائر الذنوب، لكن أنصحك بالقيام في جوف الليل قبيل الفجر، قومي وأكثري من البكاء في جوف الليل بين يدي الله تعالى، ضعي مشكلتك بين يديه، وأعلني له عجزك وضعفك، واطلبي العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعانين منه، فالله تعالى قادر على هدايتك وتخليصك من المعاصي والذنوب، إن الله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وأتبعي كل معصية بتوبة نصوح، روى أحمد في المسند عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم « إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ذَاكَ الرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ الله عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، فلا بد من التيقن بعد التوبة النصوح بأن الله تعالى غفر ومحا الذنب، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.