2016-12-14 • فتوى رقم 82525
أرجو المساعدة
أنا عمري ١٩ سنة، ولا أقدر أن أترك العادة السرية، كنت أمارسها من سن صغير جدًا، وأنا أشاهد الأفلام الإباحية، لكن دائمًا كنت أحس أن ربنا يراني وغضبان عليَّ، دائمًا أتركها وأرجع، أوقفها فتره كبيرة وأرجع أعملها ثانيًا، أنا أصلي بانتظام، بس في أيام لا أصلي، هو أنا هكذا مثل الزانية وربنا غضبان عليَّ؟ أم من الممكن أن يهديني؟ خائفة ربي يبعد عني، ويبقى يعاقبني، أنا محتاجة مساعدة من فضلك.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنظر إلى الأفلام الجنسية والصور العارية والنظر إلى عورات الآخرين كله حرام شرعاً وكل ذلك من خوارم المروءة، ويخالف الأخلاق العالية الرفيعة التي أمر الإسلام بها وامتدح بها نبيه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:4]، ولا يمكن إباحتها، ولو أبيحت له لأبيح صنعها وتصويرها، وهو أغرب الغريب!.
فعليك بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا تخفى عليه خافية، وأن تذكري الموت والحساب والنار، وعليك أن تكثري من الالتجاء إلى الله تعالى، وتعلني له عجزك وضعفك، وتطلبي العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعانين منه، مع التخلص من الجهاز الذي تنظرين من خلاله إلى هذه المحرمات، وعليك بالبعد عن الأسباب المسببة للمعصية ذاتها مع غض البصر عما حرم الله، وترك رفيقات السوء، ومرافقة الصالحات وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل الوقت، مع الدعاء بالزواج ما أمكن، والاستعانة بكثرة الصوم فإنه وجاء ووقاية كما أخبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وأسأل الله تعالى أن يثبتك على طاعته، ويحفظك من معصيته، إنه سميع مجيب.
ثم إن التوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحى به الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:70). والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.