2016-09-08 • فتوى رقم 81119
هل إذا لم يستجب دعاء الله شر لي؟ وإذا استجاب خير لي؟
هل الله سبحانه يستجاب الدعاء سابع المستحيلات والصعوبات؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالدعاء عبادة مطلوبة من المسلم بغض النظر عن الإجابة، وعليك عند الدعاء أن تيقن الاستجابة في الدنيا أو الآخرة، فقد أخرج الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه).
ثم إن العبد المؤمن إذا دعا الله تعالى إما أن يستجيب له في الدنيا، أو يؤخر الاستجابة للآخرة فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يدعو الله بالمؤمن يوم القيامة حتى يوقفه بين يديه فيقول: عبدي إني أمرتك أن تدعوني ووعدتك أن أستجيب لك، فهل كنت تدعوني؟ فيقول: نعم يا رب. فيقول: أما إنك لم تدعني بدعوة إلا استجيب لك، فهل ليس دعوتني يوم كذا وكذا لِغَمٍّ نزل بك أن أفرج عنك ففرجت عنك؟ فيقول: نعم يا رب. فيقول: فإني عجلتها لك في الدنيا، ودعوتني يوم كذا وكذا لغم نزل بك أن أفرج عنك فلم تر فرجا، قال: نعم يا رب. فيقول: إني ادخرت لك بها في الجنة كذا وكذا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلا يدَعُ الله دعوةً دعا بها عبدُه المؤمن إلا بَيَّن له إما أن يكون عجّل له في الدنيا، وإما أن يكون ادخر له في الآخرة. قال: فيقول المؤمن في ذلك المقام: يا ليته لم يكن عُجِّل له في شيء من دعائه). أخرجه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
فما عليك سوى الاستمرار في دعاء الله تعالى بقلب موقن بالإجابة، مع الإلحاح، خصوصاً في جوف الليل وفي الثلث الأخير منه فإنها ساعات إجابة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.