2016-04-13 • فتوى رقم 78560
كيف أتخلص من الوسواس في الطهارة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
إن الوسوسة تأتي من الغلو والتشدد في الدين وأحكامه، فالإسلام سمح يسر لا تشدد فيه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين: أخرجه النسائي وصححه النووي،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا: "هلك المتنطعون قالها ثلاثا" والمتنطع المتشدد في الدين. أخرجه مسلم
وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الداء، فعن عبد الله بن مغفل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء" أخرجه ابن ماجه وأبو داود والحاكم والبيهقي وصححه الحاكم والسيوطي في الجامع.
فمن أراد التخلص من هذه البلية فليستشعر أن الحق في اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله وفعله، وليعزم على سلوك طريقته عزيمة من لا يشك أنه على الصراط المستقيم، وأن ما خالفه فهو من تسويل إبليس ووسوسته، وعليه أن يدع مثل هذه الوساوس ولا يلتف إليها، ولينظر في أحوال السلف فليقتد بهم.
ففي مسألة الإسراف في ماء الوضوء والغسل "قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد" أخرجه البخاري ومسلم وهذا دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يسرف في الماء ولا يتشدد.
وفي مسألة البول يجب التبول في أماكن الاستحمام قطعًا للوسوسة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يبولن أحدكم في مستحمه ثم يغتسل فيه" وفي رواية: "ثم يتوضأ فيه، فإن عامة الوسواس منه"
رواه ابن ماجه، وأبو داود، والترمذي، والنسائي وعبد الرزاق وأحمد والحاكم ووافقه الذهبي، والبيهقي، وصححه غير واحد.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.