2006-08-27 • فتوى رقم 6674
أنا آنسه في 22 من عمري، ملتزمة والحمد لله ومحجبة "الحجاب المصري تغطية كل البدن ماعدا الوجه والكفين"، ومن آمال حياتي وهدفي في الحياة أن أكون معلمة في الجامعة؛ بحيث أكون مثال القدوة للمسلمة الملتزمة الناجحة في الحياة، وأعلم البنات علم الاقتصاد الإسلامي، وكان تخصصي في الجامعة، وهذا لأجد منبراً للدعوة إلى الله، ناهيك عن إيصال المعاني والمفاهيم النافعة لإخواتي.
في بيت القصيد نعلم كيف حال البنات في الجامعة وحاجتهم للقدوة الصالحة، فهذا ما كنت أتمناه طوال سنين دراستي ولم أجده، بل على العكس، كنت أجد القيم والقدوات الفاسدة المفسدة، وهذا والله كان حافزي للتفوق في دراستي الجامعية بعد أن ارتديت الحجاب، حيث كنت أجد في نفسي والحمد لله قدرة علي التأتثير الجيد في إخواتي الأكبر والأصغر ومن هم في سني من فضل لله في دعوتهم إلى الله.
المهم أني بدأت بالخطوات الفعلية بعد التخرج في البحث عن هذه الوظيفة، وباستكمال الدراسات العليا والماجستير والحمد لله وبعد عام من التخرج بدأت تلوح في الآفاق فرصة جيدة للعمل الذي أحبه، وأنا على وشك الانضمام لأعضاء هيئة التدريس بأحد المعاهد العليا المصرية، ولكن كما تعلمون فلا يوجد بمصر على الإطلاق جامعات للنساء فقط إلا كلية البنات، وهو من المستحيل بالنسبة لي العمل بها لظروف علمية خاصة بالكلية نفسها، وهذه المشكلة؛ فالتدريس للشباب والبنات معاً، وسمعت من التحريم لهذا الاختلاط حيث إنني لن أدرسهم من وراء حجاب .
والله ما أتمناه هو التدريس للبنات في الجامعة حيث المكانة العليمة للمسلمة الناجحة في الحياه، وأخشى أن يكون كل ما فعلتة خلال الـ 5 سنوات الماضية كان تضيعاً للوقت، وأن هذا الأمر لايرضي ربي الذي فعلت ذلك كله قربة له، مع العلم أني خلال السنة مابعد التخرج عرض علي وظائف عدة كنت لا أرضى عن ديني فيها نظرا للتعامل المباشر مع الرجال ممن يكبروني، كما لم أكن أجد نفسي فيها، وكنت أتحجج لأبي بأني أريد العمل كدكتورة في الجامعة وأريد التفرغ لذلك، وتحملت وأتحمل الكثير من الإيلام النفسي منه دوما حتى أخرج للعمل، وبالتالي فلا أستطيع رفض هذه الوظيفة أيضاً وهي كما يقول "ليست لي حجة الآن"؟
أفيدوني أفادكم الله، وجازكم عني خيراً، والرجاء بيان الأحكام الشرعية في تعليمي للأولاد، وطبعاً لن أستطيع أن أجعله من وراء حجاب.
بالله السرعة في الرد، حيث الأمر حيوي في القبول أو الرفض في مدة وجيزة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا كنت محجبة كما ذكرت، وتستطيعين المحافظة على نفسك جيدا من الموبقات، فلا مانع من القيام بالتدريس في جامعة مختلطة، مع التحفظ عن الخلوة برجل أجنبي عنك، ولو استطعت التحول إلى جامعة كلها نساء فهو الأفضل.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.