2006-08-16 • فتوى رقم 6587
السلام عليكم
دار جدل ونقاش بيني وبين زميلي عن الشخص الذي يجب أن نحبه أكثر من بقية الأشخاص، فقال لي بأنه يحب أمه ويعتبرها الشخص الأقرب إليه من كل الأشخاص، بينما قلت له: بأن أحب الناس إلى قلبي هو من يوجهني إلى الله ورسوله ويعلمني ديني بشكل صحيح، وهو حالياً الشيخ العالم الذي أتعلم عنده ديني وأخلاقي.
والسؤال: هل يجب أن نحب أمهاتنا وآباءنا أكثر من جميع الأشخاص، أم يكون مقياس المحبة هو من يدعونا إلى الله ورسوله ولوكان ليس بقريب لنا؟
أرجو الإجابة، وجزاكم الله ورسوله عن المسلمين أحسن الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فمن الواجب على المسلم برّ الوالدين وطاعتهما في غير معصية اللّه تعالى، والأم أولى من الأب بالبرّ لقوله تعالى :«ووصّينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمّه وهناً على وهنٍ وفصاله في عامين» ولأنّ «النّبيّ صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال: يارسول اللّه من أحقّ بحسن صحابتي؟ قال : أمّك. قال: ثمّ من؟ قال : أمّك. قال: ثمّ من؟ قال: أمّك قال: ثمّ من؟ قال: أبوك» وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال:«سألت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: أيّ العمل أفضل؟ قال: الصّلاة لأوّل وقتها، وبرّ الوالدين».
أما المحبة فهي أمر قلبي، وهو بيد الله تعالى، والله تعالى لا يحاسب الإنسان على ما لا سلطان له عليه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.