2006-06-28 • فتوى رقم 6029
السلام عليكم
لي سؤال عن تأخير استجابة الدعاء، وعن الأعمال التي يستحب فعلها لاستجابة الدعاء؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
إن العبد المؤمن إذا دعا الله تعالى إما أن يستجيب له في الدنيا، أو يؤخر الاستجابة للآخرة فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :(يدعو الله بالمؤمن يوم القيامة حتى يوقفه بين يديه فيقول: عبدي إني أمرتك أن تدعوني و وعدتك أن استجبت لك فهل كنت تدعوني ؟ فيقول : نعم يا رب فيقول أما أنك لم تدعني بدعوة إلا استجيب لك فهل ليس دعوتني يوم كذا و كذا لغم نزل بك أن أفرج عنك ففرجت عنك فيقول : نعم يا رب فيقول : فإني عجلتها لك في الدنيا و دعوتني يوم كذا و كذا لغم نزل بك أن أفرج عنك فلم تر فرجا قال : نعم يا رب فيقول : إني ادخرت لك بها في الجنة كذا و كذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فلا يدع الله دعوة دعا بها عبده المؤمن إلا بين له إما أن يكون عجل له في الدنيا و إما أن يكون ادخر له في الآخرة قال : فيقول المؤمن في ذلك المقام : يا ليته لم يكن عجل له في شيء من دعائه). أخرجه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
أما مسببات استجابة الدعوة وعدمها:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال:( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا)، وقال :( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم)، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يارب، يارب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟. رواه مسلم والترمذي.
فقوله :( ثم ذكر الرجل يطيل السفر ...) هذا الكلام أشار فيه صلى الله عليه وسلم إلى آداب الدعاء وإلى الأسباب التي تقتضي إجابته وإلى ما يمنع من إجابته، فذكر من الأسباب التي تقتضي إجابة الدعاء إطالة السفر والسفر بمجرده يقتضي إجابة الدعاء كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد لولده) أخرجه أبو داود وابن ماجه والترمذي، فمتى طال السفر كان أقرب إلى إجابة الدعاء، لأنه مظنة حصول انكسار النفس بطول الغربة عن الأوطان وتحمل المشاق والانكسار من أعظم أسباب إجابة الدعاء .
ومنها الإلحاح على الله عز وجل بتكرير ذكر ربويته، وهو من أعظم ما يطلب به إجابة الدعاء، أخرج البزار من حديث عائشة أم المؤمنين مرفوعا (إذا قال العبد يا رب أربعا قال الله لبيك عبدي سل تعطه).
ومنها فعل الطاعات، ولهذا لما توسل الذين دخلوا الغار وانطبقت الصخرة عليهم بأعمالهم الصالحة التي أخلصوا فيها لله تعالى ودعوا الله بها أجيبت دعوتهم .
ومنها المطعم الحلال: فقد روى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال تليت هذه الآية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ، فقام سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة والذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه عمل أربعين يوما وأيما عبد نبت لحمه من سحت فالنار أولى به.
ومن أعظم أسباب عدم استجابة الدعاء، التوسع في الحرام والتغذي به . وارتكاب المحرمات وترك الواجبات كما في الحديث أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يمنع استجابة دعاء الأخيار
وأخيرا روى الطبراني في الأوسط: (عن ابن عباس قال تليت هذه الآية ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا) فقام سعد بن أبي وقاص فقال يارسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعاء فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا سعدأطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة والذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه عمل أربعين يوما وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.