2006-06-23 • فتوى رقم 5896
بسم الله، والصلاة والسلام على حبيبنا محمد
السلام عليكم ورحمة الله
أسأل الله أن ينفعنا بعلمك، ويثقل به ميزان حسناتك، أمين، أما بعد:
فسؤالي يتعلق بالبنوك فيما يخص القروض والتساهيل التي تمنحها للمواطنين والأفراد للقيام بالأنشطة المختلفة.
أنا شاب أعزب أبلغ من العمر 23 عاما - أطال الله عمرك في طاعته - ما زلت في مرحلة التعليم الجامعى، أسعى بإذن الله للعمل وتحسين وضعي المعيشي لعل الله سبحانه يكرمني ويعفني بحلاله وأتزوج.
لكن بعد تحسين وضعي المادي تحديدا، هناك بعض البنوك تمنح ما يسمى بالتسهيل والذي هو في شكله قد لا يختلف عن القرض، ولكن أريد أن أسأل عن نقطة معينة، وهي أني أفكر في إنشاء حظائر للدواجن عن طريق البنك طبعا، حيث توجد شركات تبيع هذه الحظائر بمبلغ معين ولنقل 180 ألف دينار للحظيرة، في أحد شروط البنك لمثل هذا المشروع لكي يشتري البنك لك حظيرة هو أن تأتي بفاتورة مبدئية من الشركة بثمن الحظيرة كاملة، البنك بدوره هو من يقوم بشراء الحظيرة للمواطن ويزيد فوق ثمن الفاتورة المبدئية مبلغ مثلا 20 ألف دينار، فيصبح المبلغ الإجمالي للحظيرة هو 200 ألف دينار مع العلم أن البنك هو من يتعاقد مع الشركة ويشتري للمواطن الحظيرة، والبنك هو من يتعهد بتركيبها باتفاق مع الشركة، وليس على المواطن إلا سداد قسط سنوي يبلغ من 40 - 50 ألف دينار لمدة خمس أو ست سنوات حتى يسترد البنك المبلغ كاملا حتى مبلغ 20 ألف كما أسلفت، فهل في ذلك ربا؟
قد بدأت بتجهيز الأوراق المطلوبة التي بدورها تأخذ وقتا، فهل أتابع الطريق أم أكف عنه؟
هذا سؤالي، وللعلم أنا أعول كثيرا على هذا المشروع، فما رأيكم؟
أنتظر إجابتكم، نفع الله بكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا كان البنك هو الذي يشتري الحظيرة ويدفع ثمنها للبائع، ثم يبيعك إياها بالتقسيط بثمن أعلى، ولا يشترط عليك أي زيادة بعد ذلك إذا تأخرت في السداد لظروف خاصة، فلا مانع من ذلك.
وإذا كان المشتري أنت، والبنك يقرضك الثمن قرضا بفائدة ويشترط عليك زيادة في الفائدة إذا تأخرت في السداد فلا يجوز، وذلك فصل ما بين الحرام والحلال، وذلك لشدة حرمة الربا، حيث قال سبحانه: (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) (البقرة:279).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.