2012-06-17 • فتوى رقم 57864
السلام عليكم
أنا فتاة في قمة الحيرة أرجوكم أعينوني أخاف أن أفقد ديني
إليكم هذه الأحاديث:
أيما امرأة ماتت وزوجها راض عنها دخلت الجنة فانظري أين أنت منه فإنما هو جنتك ونارك.
لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر, ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها
وحديث المرأة التي قالت: والذي بعثك بالحق لا أتزوج حتى تخبرني ما حق الزوج على زوجته. قال: ((حق الزوج على زوجته لو كانت به قرحة فلحستها أو انتثر منخراه صديدا أو دما ثم ابتلعته ما أدت حقه))
قالت: والذي بعثك بالحق لا أتزوج أبدا
اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما عبد أبق من مواليه حتى يرجع وامرأة عصت زوجها حتى ترجع.
السؤال: لماذا هذه المبالغة في الطاعة؟ إذا كان الزوج يشقى من أجل زوجته فهي أيضا تشقى، لماذا تسجد له؟ لماذا يقرن رضا الله برضا الزوج, مع أن الزوج إنسان يخطئ ويظلم؟
وفي حديث المرأة التي رفضت الزواج بسبب ما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم فمعها حق وأخشى أن أفعل مثلها وأرفض الزواج إلى الأبد, وهل صحيح أن الزواج رق والنساء عوان؟
أرجوكم أرجوكم أرجوكم من كثرة الشك أخشى فقدان الإيمان.
سلام.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعلى الزوجة أن تطيع زوجها في كل أمر مباح تستطيعه وهو من حقوقه، وتتودد له ولا تسيء إليه، وتتقرب إلى الله تعالى بذلك، بشرط أن لا يكون في الأمر معصية لله تعالى، ولا حرج أو ضرر عليها، فقد ثبت عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال: (لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا تُؤَدِّي الْمَرْأَةُ حَقَّ رَبِّهَا حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا وَلَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِيَ عَلَى قَتَبٍ لَمْ تَمْنَعْهُ) رواه ابن ماجه، ولها في ذلك الأجر الأوفى، بل هو جهاد لها في سبيل الله تعالى، ولو خالفت بغير مبرر أثمت، أما ما فيه معصية فلا يجوز لها الطاعة فيه.
ويقابل ذلك وجوب إحسان الزوج لزوجته، بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة، والنفقة الميسرة على قدر حاله وماله، مع الصبر عليها، وقد أثبت الله تعالى للزوجة من الحقوق كما فرض عليها فقال تعالى: ((ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف))، وقد حرم الله على الزوج أن يسيء إلى زوجته، وقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى النساء فقال صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء) متفق عليه.
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي). أخرجه الترمذي.
ولا يطاع الزوج إذا أمر بمعصية أو ظلم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.