2012-06-15 • فتوى رقم 57792
السلام عليكم
يا شيخنا الكريم: في الحقيقة أود جوابا يشفيني من وسواس نفسي والشيطان
أعلم أن الله عز وجل رحمان وتواب ويغفر لنا ذنوبنا ولكن أنا أريد جوابا منكم عن أخطائي
أنا شاب أخطأت جل أنواع الأخطاء وتبت.... ولي تجارة وحين خسرت خسارة كبيرة وكنت وحدي لا أقدر على هذه الخسارة وحدي ذهبت إلى أحد وقلت له: هناك عرض مربح ليقدم لي مالا لأغطي تلك الديون وكذبت عليه بأنه في هذا العرض فائدة وأن... وكان قصدي بالفائدة التي ستتدخل بعد رجوع كل شيء لصوابه ولكني لم أقدر... وخسرت أيضا ولم أقدر على مصارحته حياء منه وخوفا من وقوع مشكلة أكبر ... وفعلت نفس الفعلة مع شخص ثان ثم ثالث ورابع وخامس، ودوما كانت نيتي –والله- صافية وأن أرجع لهم أموالهم مع الفائدة بعد الانتهاء من تسديد الديون وإيقاف الخسارة ... ولكن الديون زادت وذلك بالكذب وبالفائدة التي ترتبت على كل مال من شخص وخسرت كل الأموال و خسرت كل رأس مالهم... ورجعت إلى نقطة الصفر وكنت أكذب عليهم بتأخير التسديد وإرجاع المال مع الفائدة التي اقترحتها عليهم كذبا ... وكنت أجتنبهم وذلك خوفا من حدوث مشكلة وحياء من مصارحتهم ... إلى أن بدؤوا بسبي وشتمي وتهديدي والشك في وأخبروا أبي وأمي الذين أخفيت عليهم هذا المشكل لأنهم يخافون علي وقد يمرضون لعلمهم ولأني أردت أن أخرج من هذا المشكل وحدي فأنا من أخطأت فيجب أن أتحمل مسؤوليتي وحدي.... ثم قررت أن أصارح الجميع بأني خسرت كل شيء وأن كل رؤوس أموالهم لا توجد ولا الفائدة توجد .... وتفاهمت معهم على إرجاع رؤوس أموالهم كلها وبدون فائدة أي أن أتحمل الخسارة وحدي وأن أرجع لهم رؤوس مالهم بدون فوائد وذلك بالكيفية التي تناسب كل الأطراف... وكنت كل يوم أعمل فيه والفائدة التي تدخل في تجارتي أعطيها لهم مقسومة عليهم وذلك لمدة سنتين ونصف إلى أن انتهى هذا المشكل وأرجعت كل رأس مالهم كله بدون نقص أي دينار والحمد لله... وبعد ذلك طلبت منهم السماح والعفو وصارحتهم وفسرت لهم كل الأمور وأني نعم كذبت ولكن نيتي في أول الأمر كانت حقا إرجاع رأس مالهم مع الفائدة المزعومة التي اختلقتها أنا ولكني لم أقدر على إعطائهم الفائدة وأعطيتهم رأس مالهم... وأنا الآن رجعت إلى الله عز وجل وتبت فهل توبتي مقبولة؟
طلبت منهم ومن الله عز وجل العفو. هل الآن أعمل بدون أي عقدة وإن أي مال يأتيني من هذه التجارة حلال علما أني بدأت من الصفر وأرجو منكم الإجابة علي في أسرع وقت
أريد الراحة وأريد الحلال و شكرا وكما ستريحني يريحك الله
علما بأني إلى الآن مدان من طرف الضرائب وجهات أخرى ولكن الشيء الذي يؤرقني هل أي فائدة أدخلها في تجارتي بعد تصفية كل الديون السابقة تكون حلالا؟
نعم كذبت عليهم رغم أنه والله نيتي كانت صادقة في التسديد ولكن بعدها أرجعت لهم رأس مالهم فقط وصارحتهم وطلبت العفو منهم.... هل الآن أعمل بدون حرج لأني أخاف أن تكون أي فائدة بعد هذا كله حراما ....رغم أني أرجعت كل مالهم وطلبت العفو ولكن نفسي والوساوس تقول لي بأن تلك الفوائد التي كذبت عليهم تبقى دينا ولو لسنين فهل هذا صحيح؟
أي مثال: حينما أكذب على أحد بأن هناك فائدة بنسبة 50 بالمائة للمال الذي يقدمه لي ولمدة عام وهذا في نفسي كذب فقط ليقدم لي المال لأني مدان وخاسر ولكن نيتي بأن أقدم له المال من فائدة أخرى لا التي كذبت عليه... ولكني خسرت ولم أقدر على التسديد في المدة المتفق عليها ولأن هذه الكذبة مع أربعة أشخاص وبمبالغ كبيرة لم أقدر على التسديد بالكيفية والفائدة المتفق عليها المرة الأولى .... وبعد ذلك كله صارحتهم بكل شيء وأني كنت خاسرا وطلبت منهم الأموال وكذبت عليهم لإقراضي الأموال فقط وأن كل تلك الفوائد مصطنعة لا تجد أصلا وأني خسرت كل شيء لعدة أسباب شخصية وعائلية والتهاون مني والتبذير .... وطلبت منهم العفو ووضعت معهم برنامجا لتسديد مالهم ولكن بدون تلك الفوائد ....وانتهيت من هذا بعد 3 سنين وأرجعت لهم كل شيء إلا الفوائد لأنها لا توجد أصلا .....فهل أنا الآن بعد الخروج من هذا كله يمكن لي العمل والتمتع بالفوائد التي تأتي بعد هذا المشكل بدون أي إحراج ....أي أن تلك الفوائد التي اصطنعتها من قبل لا تبقى دينا علي رغم أني صارحتهم وطلبت السماح منهم؟
أرجوك أريد الجواب الشافي. وهل الآن أعمل بدون أي عقدة وأي مال يأتني من هذه التجارة حلال علما أني بدأت من الصفر وأرجو منكم الإجابة علي في أسرع وقت، أريد الراحة وأريد الحلال وشكرا وكما ستريحني يريحك الله
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن تبت توبة صادقة نصوحا، وأرجعت الحقوق لأهلها، وطلبت السماح عن التأخير والكذب والمماطلة، فقد كفاك ذلك إن شاء الله، فالتوبة الصادقة النصوح تمحو الذنوب كلها إن شاء الله تعالى، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له إن شاء الله تعالى.
قال الله تعالى: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) [الزمر: 53].
فاقطع عنك التكفير في الماضي، واعمل الخيرات، وأكثر من الصدقات، ومن مساعدة الفقراء، وأسأل الله لك التوفيق والقبول.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.