2006-05-29 • فتوى رقم 5453
أنت قلت فى السؤال الأول: الصلاة الفائتة لا تقضى.
وبعد ذلك قلت فى الرد على السؤال الثانى: تقضى لأنه رأى جمهور العلماء، وهو أحوط.
لماذا لم تذكر أى الأجابة التانية في الأول، مع أنى سألت نفس السؤال، ولكن قلت لك رأى بعض العلماء.
أرجو الإفادة حتى يطمئن قلبى، وحاش لله أن أشكك فى مصداقيتك.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فكان جوابي على سؤالك الأول:
" فالصلاة التي أديت قبل التوبة سقطت من ذمته، ولا يجب عليه قضاؤها.
أما الصلاة الفائتة سواء قبل التوبة أو بعدها فتبقى في ذمة الإنسان، وكل ماهو مطلوب منه الآن أن يقدر الأوقات التي ترك الصلاة فيها منذ البلوغ، ثم يقضي ذلك بحسب قدرته وإمكانه على مهله، فيقضي مع كل صلاة وقتية صلاة سابقة أو أكثر، وله أن يقضي الفروض السابقة بدلا من السنن الحالية إذا تعذر الجمع بين القضاء والسنن، لأن الفروض مقدمة على السنن، وله أن يقضي العشاء في وقت الظهر أو العصر أو غير ذلك، وله أن يقضيها كلها في الليل إذا شاء، وله أن يقضي أكثر من فرض واحد في الوقت الواحد، وأسأل الله تعالى له القبول، وأرجو أن يوفق مع ذلك إلى توبة نصوح مقبولة إن شاء الله تعالى، وإن الله تعالى يفرح كثيرا بتوبة عبده، ويباهي بها الملائكة، ودليل ذلك من السنة قول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: (من نام عن صلاة أو نسيها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها) رواه النسائي وغيره."
وكان جوابي عن سؤالك الثاني:
"فقد جاء في الموسوعة الفقهية ما يلي: (فأما المتعمّد في الترك ، فيرى جمهور الفقهاء أنّه يلزمه قضاء الفوائت، ومما يدلّ على وجوب القضاء حديث أبي هريرة رضي الله عنه: « أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم أمر المجامع في نهار رمضان أن يصوم يوماً مع الكفارة » أي بدل اليوم الذي أفسده بالجماع عمداً، ولأنّه إذا وجب القضاء على التارك ناسياً فالعامد أولى.
ويرى بعض الفقهاء عدم وجوب القضاء على المتعمّد في الترك، قال عياض: ولا يصحّ عند أحد سوى داود وابن عبد الرحمن الشافعيّ).
ومذهب الجمهور هو الأحوط والأقوى دليلا."
فأنا في كلا الجوابين أفتيتك بما عليه جمهور الفقهاء من أن الصلاة الفائتة تبقى في ذمة الإنسان، وعليه قضاؤها، ولا تسقط بالتوبة، ولم أفتك في الجواب الأول - كما ذكرت - أنه لا قضاء في الصلوات الفائتة. فتبين ذلك وتفهمه بروية، وأتمنى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.