2006-05-26 • فتوى رقم 5336
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ أحمد الكردى، تحية طيبة وبعد:
أنا فتاة فى السابعة والعشرين من عمرى، تأخرت فى الزواج بالرغم من أننى ارتبطت خمس مرات من قبل، ولكن لم أوفق فى الزواج، قد أعطانى الله نعمة كبيرة أشكره عليها وهى أننى على قدر كبير من الجمال، ولكن للأسف اقترنت هذه النعمة بضعف كبير فى نفسى تجاه أى رجل أقابله، فأنا الحمد لله متدينة ولا أترك الصلاة أبدا فأجد فيها السبيل إلى التقرب من الله ومناجاته والتوسل إليه ليرحم هذا الضعف بداخلى, فأنا محجبة وأحاول على قدر استطاعتى ألا أكون متبرجة فى لبسى، وحتى شخصيتى أحاول أن أكون جادة فى تعاملى مع الرجال فى عملى لكى أخفى هذا الضعف فى نفسى وحاجتى النفسية والجسدية لرجل يحتوينى، فليس الموضوع فقط فى حاجتى الجسدية المستمرة لرجل فهناك أيضا حاجتى النفسية فوالدى متزوج من امرأة أخرى غير والدتى ومتواجد معها باستمرار، وهذا ما يجعلنى فى حاجة للحنان والأمان، وكم انتظرت طويلا أن يرزقنى الله بالزوج الذى يعوضنى عن ذلك وأنا متاكدة أن فضيلتكم تفهمنى.
المشكلة أننى رغم أننى أتظاهر بهذه الشخصية القوية الوهمية التى تخفى ضعفى إلا أننى أقع فى المعصية إذا تقرب لى أى رجل باسم الحب بمجرد أن اسمع كلمة طيبة من رجل، أظل أقاوم وأقاوم خصوصا فى عملى حتى أننى قد تركت أكثر من عمل بسبب أننى أظل أقاوم كثيرا حتى أقع فى المعصية، ثم اضطر أن أترك العمل حتى لا تصبح المعصية عادة تتكرر كل يوم، مع العلم أنها مجرد ملامسات خارجية تندرج تحت مصطلح مقدمات الزنا كما علمت من الرسائل التى أقرؤها من موقع فضيلتكم, ثم أرجع إلى الله بسرعة لأستغفره وأتوب إليه وأتوسل له أن يغفر لى .
وبالمثل حدث ذلك فى خطوباتى السابقة 000 أعلم أننى فى نظر فضيلتكم فاسقة، لكن والله والله والله غصب عنى، فأنا حتى أننى أكتب رسالتى لكم والدمع يغمر عينى، فأنا أعصى الله غصبا عنى ورغما عنى، وكم أدعو الله أن يغنينى بحلاله عن حرامه فى كل صلاة أو أن يقبض روحى حتى لا أعصيه0
فضيلة الشيخ: كتبت رسالتى لكم بكل صراحة ماذا أفعل فى نفسى، وكيف أتخلص من هذا الضعف بداخلى، وهل يتقبل الله توبتى فى كل مرة رغم أننى أتوب ثم أعود رغما عنى، أم أننى أحمل أوزارا ثقيلة على أكتافى أوزارا الظروف هى التى جعلتنى أحملها, أوزارا لم أكتسبها بإرادتى.
وهل هذا زنا فعلا أم أن هذه المداعبات الخارجية لا تجعلنى أتحمل ذنب الزنا الفعلى الذى يعتبر من الكبائر؟
ادعو لى يا فضيلة الشيخ أن يغفر الله لى ويعيننى على طاعته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يعتبر ذلك من الزنا إنما من المعاصي التي ينبغي التوبة منها، فإذا تبت من ذلك حقيقة، فأرجو أن يكفر عنك ما مضى، إن أحسنت فيما بعده، قال تعالى: (إن الحسنات يذهبن السيئات).
ثم أرجو أن تطمئني إلى أن القدر قد خبأ لك الخير والبركة، لأنك متدينة كما ذكرت، وعلى قدر من الجمال يرغب بك، والله تعالى عالم بك وحكيم وقادر، ولذلك ما عليك إلا أن تطمئني إلى أن الفرج قريب بإذن الله تعالى فلا تحزني، ولا تضيعي ثقتك بالله تعالى، قال تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(البقرة: من الآية216).
ثم عليك بالانشغال بطاعة الله تعالى، والتضرع والدعاء إليه ليكشف عنك كربتك، وييسر لك أمرك، ويزيل الضعف الذي تعانين منه.
وعليك بالإكثار من الصيام، فإنه كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم لك وجاء ووقاية من الوقوع فيما حرم الله.
وأسأل الله أن يفرج كربك وكروب المسلمين أجمعين، وأن يحفظنا من مخالفة شرعه، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.