2006-05-05 • فتوى رقم 5021
الحمد لله، والصلاة على خير البرية، قال تعالى: {ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين} صدق الله العظيم.
هل هناك حالات معينة يجوز فيها الجهر بالدعاء؟
وما هو حكم الدعاء للميت وقت دفنه؟
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فمن آداب الدّعاء خفض الصّوت بين المخافتة والجهر لقوله عزّ وجلّ: «ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً» ، ولما روي أنّ أبا موسى الأشعريّ قال: « قدمنا مع رسول اللّه فلمّا دنونا من المدينة كبّر، وكبّر النّاس ورفعوا أصواتهم، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم : يا أيّها النّاس: اربعوا على أنفسكم، إنّكم ليس تدعون أصمّ ولا غائباً ، إنّكم تدعون سميعاً قريباً، والّذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلة أحدكم» وقالت عائشة رضي الله عنها في قوله عزّ وجلّ: «وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا» أي بدعائك ، وقد أثنى اللّه عزّ وجلّ على نبيّه زكريّا عليه السلام حيث قال: «إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّا».
- إذا فُرِغَ من دفن الميّت يستحبّ الجلوس والمكث عند قبره بقدر ما ينحر جزور ويقسم لحمه، فقد روى مسلم عن عمرو بن العاص أنّه قال :«إذا دفنتموني فشنّوا عليّ التّراب شنّاً، ثمّ أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتّى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربّي» يتلون القرآن ويدعون للميّت. وقد روي عن عثمان رضي الله عنه أنّه قال: « كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميّت وقف عليه، فقال: استغفروا لأخيكم وسلوا له التّثبيت فإنّه الآن يسأل».
وكان ابن عمر يستحبّ أن يقرأ على القبر بعد الدّفن أوّل سورة البقرة وخاتمتها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.