2006-04-27 • فتوى رقم 4895
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو يا شيخنا الكريم الإجابة على هذا السؤال.
الحقيقة أنه علي ديون كثيرة، ولم أستطع الوفاء بها لعجزي عن سدادها، وأتمنى لو أن عندي من المال لسدادها، لكن الحمد الله على قضاء الله وقدره.
الحقيقة أن الديانة يطالبون بأموالهم، ولا أعرف كيف أسددها، هذا يريد وهذا يريد وذاك يريد، فأنا معسر وهم لا يهمهم إلا أموالهم، وحقيقة أنا خائف من دعاويهم علي، وكم أتمنى سدادها، لكن ما باليد حيلة.
ما ذا أفعل يا شيخ، علي أنا ظالم لهم، لأني خائف من دعائهم علي، ولكي تتضح لك الصورة، عندما أخذت هذه الديون، كنت على رأس العمل في وظيفة، وبعدها فصلت من عملي، لكن ضغوطا نفسية وكثره الديون وملاحقة الديانة، لأنهم إذا رأوني لا يعرفون إلا السجن أن يودعوني فيه، ولا أظن أن السجن سيرجع لهم ديونهم، ما الفائدة من سجني؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا كنت في ظنك قادراً على الوفاء عندما استدنت، وأن دينك كان لحاجة ماسة، فلا إثم عليك في تأخرك المفاجئ هذا لضيق ذات اليد، لأن في نيتك الوفاء منذ البداية، والأفضل كما ذكرت لهؤلاء أن ينظروك حيث لا يفيدهم سجنك شيئاً، وكما قال تعالى:
{وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}البقرة280.
ولتحاول أنت أن تجمع لهم ولو جزءاً من مبلغ الدين تسد به حاجتهم، ولو كان في ذلك مشقة عليك أو استطعت أن تستدينه لتوفيهم منه، ولك الأجر في ذلك من الله تعالى، أو تبيع شيئا زائدا عن حاجتك الضرورية لتسد به دينك.
وأسأل الله تعالى أن يقضي عنك دينك وييسر لك وفاءه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.