2006-04-15 • فتوى رقم 4618
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جدتي لأمي تبلغ من العمر الواحد والتسعين عاماً، وهي تعيش منذ حوالي سبع سنوات مع خالي، ومنذ أن أصيبت بكسر في الفخذ ولم تعد تقوى على الحركة بحرية.
قبل ذلك كانت تقضي أسبوعاً في منزل والدي لدى أمي، وأسبوعاً لدى خالي حسب رغبة خالي بذلك.
عندما تحسنت أوضاعها قليلاً لم يشأ خالي أن يرجع إلى سابق عهده في تنطيط أمه بين البيوت، وذلك لأن والدي مرض مرضاً شديداً، وكانت أمي تسهر على خدمته.
توفي والدي منذ سنة رحمه الله تعالى، وانتظر خالي انقضاء مدة عام ليأتي لأمي ويخبرها أنه لم يعد يقوى على إيواء أمه المصابة بخرف الشيخوخة، فقد تحملها وأسرته بما فيه الكفاية، وأنها ليست والدته وحده وأن عليها أن تأخذها عندها فقد جاء دورها لذلك، حيث إنها ابنتها كما هو ابنها!
وأنه قد أعطى والدتي فرصة عام لتستريح من تعبها وحزنها على والدي.
أمي الآن امرأة متعبة، تبلغ من العمر الثانية والسبعين عاماً، وقد أخذ سهرها وخدمتها لوالدي من صحتها الكثير، وهي تعيش في منزل والدي مع أخت لي مطلقة، تقوم على تنشئة فتى في سن المراهقة، وتعمل لأوقات طويلة خارج المنزل.
أمي أفهمته أن صحتها لا تحتمل ذلك، وهو أخوها الأصغر، وصحته بفضل الله تعالى جيدة، فثارت ثائرته وهددها أن يرمي أمه في ملجإ المسنين!
أمي تعلم أنه لن يفعل ذلك خوفاً من كلام الناس، وخوفاً من أقساط دار المسنين فلم تستجب لتهديده.
بناءً على ذلك فقد منع أمي من دخول منزله، ورؤية أمها حتى تأخذها من عنده.
سؤالي هو هل أمي مكلفة برعاية أمها والإنفاق عليها؟
وهل يلحقها إثم بأي حال من الأحوال جراء كل ما حصل؟
فهي في نهاية الأمر وسطت جميع الأقارب، وبقيت تحادث أمها هاتفياً. جزاك الله عنا خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
يستوي في ذلك الاولاد الذكور والإناث كل على قدر طاقته، سواء في الخدمة أو النفقة، فإذا كان الولد عاجزا عن الخدمة والنفقة وكانت البنت قادرة عليها كلفت بها دونه، ولو كان العكس كان الحكم هو العكس أيضا، وإن قدرا جميعا على ذلك كلفا معا كل منهما على قدر قدرته، وإذا عجزا عن خدمتها وقدرا على النفقة أودعت في دار المسنين وعليهما الإنفاق عليها جميعا، وإذا عجزا عن النفقة أيضا عبليها كلف بالإنفاق عليها ألأقارب الآخرون الأقرب فالأقرب.
والله تعالى أعلم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.