2010-01-17 • فتوى رقم 42132
السلام عليكم
أريد أن أعرف هل للزاني من توبة إذا تاب توبة نصوحة صادقة لا رجوع بعدها، وبدأ بتوزيع الصدقات والاستغفار، وبعد التوبة لا يعاقب عليها لا في حياته ولا في القبر ولا يوم الحساب وإذا كان الجواب: نعم الله يقبل التوبة النصوحة فكيف لم يغفر النبي عليه أفضل السلام عن المرأة الزانية، وإنما أصر على رجمها بعد إرضاعها لطفلها لكي يقول بعد ذلك إنها تابت توبة لو وزعت على أهل الأرض...؟ وهل صحيح أن الرسول كان يريد صرفها، وإذا صرفها هل كانت ستحاسب يوم القيامة وإذا كانت لا تحاسب لماذا عاقبها في الدنيا؟
أرجو الجواب المقنع للحيرة التي في داخلي، إيماني بالله كبير جدا حتى إني أرى بأن الله يحبني في مجالات كثيرة، ولكن لست مقتنع.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالله تعالى يقبل التوبة الصادقة ويمحو الذنوب بعدها، لكن هذا شيء... وإقامة الحد على العاصي إذا ثبتت معصيته (الموجبة للحد) عند الحاكم شيء آخر، فالحاكم إذا قام الدليل عنده على إدانة شخص بذنب يستوجب حدا فعليه أن يقيم الحد تنفيذا لأمر الله تعالى في إقامة الحدود (إذا توافرت شروطها)، أما إذا ستر المذنب نفسه ولم تقم الأدلة على إدانته أمام الحاكم فيكفيه التوبة الصادقة ولا يقام عليه الحد، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يحاول أن يصرف المرأة عن الاعتراف بزناها... لكنها لما أصرت وثبت إقرارها أمامه بالزنا كان عليه أن يقيم الحد عليها باعتباره الحاكم الملزم بإقامة الحدود، مع العلم أن كلا من التوبة الصادقة وإقامة الحد تمحو بهما الذنوب عند الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.