2006-03-01 • فتوى رقم 3576
السلام عليكم
السؤال الأول:
والدي انتقل إلى رحمة الله، وأنا أذهب إلى زيارته إلى المقبرة وآخذ معي مصحفا للقرآن الكريم وأجلس إلى جانب القبر مستقبلا القبلة فأشرع في القراءة، ثم بعد ذالك أرفع يدي أدعوه عز وجل أن يعطي أجر ما قرأت إلى والدي، فهل ما أفعله فيه خروج عن الشريعة (أي هل يعتبر بدعة)؟ وهل أجر القراءة يصل؟
السؤال الثاني:
قبل أن يموت والدي أوصاني أن أذهب إلى الحج مع والدتي بأمواله(مع العلم أن والدي بذل جهدا كبيرا لجمع هذه الأموال التي كان ينوي الذهاب بها مع والدتي إلى البقاع المقدسة لكن قدر الله وما شاء فعل)،
فهل علي أن أنفذ وصيته؟ أم نقسم هذه الأموال على الورثة؟
السؤال الثالث
أمي في أيام شبابها أفطرت رمضان بدون عذر شرعي، وهي الآن تنوي قضاءه، فماذا يجب عليها أن تفعل؟ وإذا كان يجب عليها أن تقضي فكيف ذلك؟ وإذا لم تستطع القضاء فماذا يجب عليها أن تفعل؟
وجراكم الله كل خير
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
1- فلا مانع من قراءة القرآن بالشكل المتقدم، وقراءة القرآن على الميت مما اختلف الفقهاء في حكمه، فالجمهور على جوازه، وأن ثوابها يصل إلى المتوفى مثل الدعاء له، وبعض الفقهاء يقول لا يصل ثوابها له، والقول الأول هو الأرجح دليلا، لأن الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم قد أجاز الدعاء للميت بقوله: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، فقاس العلماء قراءة القرآن على الدعاء، لأن القرآن والدعاء كلاهما ابتهال إلى الله تعالى.
2- الوصية تمليك مضاف إلى ما بعد الموت، وهي موقوفة فيما زاد عن الثلث على موافقة باقي الورثة بعد موت الموصي، لكن ولا تصح لوارث إلا إذا أجاز الورثة بعد وفاة المورث، وعليه: فلا يجوز لك أن تنفذ الوصية إلا إذا أذن لك بقية الورثة بذلك إن كانوا جميعا بالغين عاقلين، وإن كانوا أو كان بعضهم من القاصرين لم يجز تنفيذ الوصية من حصة القاصر منهم، هذا إذا أوصى بالحج من أجلك أنت، أما لو أوصى بالحج عنه هو، فإن عليك تنفيذ وصيته من ثلث ماله ولو لم يوافق الورثة على الوصية.
3- إن ما فات أمك من الصوم هو دين في ذمتها وعليها قضاؤه على مهلها، ولها أن تصوم يوم الإثنين والخميس بنية القضاء لتقضي ما فاتها من الصوم السابق، وتوجر إن شاء الله تعالى فوق قبول القضاء أجر صيام هذين اليومين الفاضلين، وأرجو أن يسامحها الله تعالى في الكفارة بترك الصيام في وقته، وأرجو أن يوفقها الله تعالى لقضاء كل ما عليك، وأن يثيبها عليه أجرا في الجنة.
أما إذا عجزت عن القضاء لمرض مزمن أو شيخوخة فتطعم عن كل يومٍ مسكيناً ويقدر ذلك لكل مسكين بقيمة/ 1750/ غراما تقريبا، ويجوز لها أن تدفعها نقداً أو طعاماً أو غير ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.