2006-03-01 • فتوى رقم 3569
السلام عليكم
السؤال الأول: عندما أزور أبي- رحمه الله - في المقبرة آخذ معي مصحف للقرآن الكريم، فأجلس أمام قبره مستقبلا القبلة، ثم أشرع في قراءة القرآن، ثم بعد أن أنتهي من القراءة أنوي أجرها لوالدي، فهل هذه الطريقة فيها خروج عن تعاليم الشريعة؟ أي هل تعتبر بدعة؟ وهل الأجر يصل؟
السؤال الثاني: أخبرتني أمي أنه في أيام شبابها - كانت بالغة- أفطرت رمضان بدون عذر شرعي، فما عليها أن تفعل؟ هل تقضي ما فاتها؟ وإذا لم تستطع القضاء فما عليها أن تفعل؟
وجزاكم الله
تلميذكم صابر منصور من الجزائر الذي يحبكم في الله
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
1- فلا مانع من قراءة القرآن بالشكل المتقدم، وقراءة القرآن على الميت مما اختلف الفقهاء في حكمه، فالجمهور على جوازه، وأن ثوابها يصل إلى المتوفى مثل الدعاء له، وبعض الفقهاء يقول لا يصل ثوابها له، والقول الأول هو الأرجح دليلا، لأن الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم قد أجاز الدعاء للميت بقوله: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، فقاس العلماء قراءة القرآن على الدعاء، لأن القرآن والدعاء كلاهما ابتهال إلى الله تعالى.
2- إن ما فات أمك من الصوم هو دين في ذمتها وعليها قضاؤه على مهلها، ولها أن تصوم يوم الإثنين والخميس بنية القضاء لتقضي ما فاتها من الصوم السابق، وتوجر إن شاء الله تعالى فوق قبول القضاء أجر صيام هذين اليومين الفاضلين، وأرجو أن يسامحها الله تعالى في الكفارة بترك الصيام في وقته، وأرجو أن يوفقها الله تعالى لقضاء كل ما عليك، وأن يثيبها عليه أجرا في الجنة.
أما إذا عجزت عن القضاء لمرض مزمن أو شيخوخة فتطعم عن كل يومٍ مسكيناً ويقدر ذلك لكل مسكين بقيمة/ 2,5/ كغ من القمح تقريبا، ويجوز لها أن تدفعها نقداً أو طعاماً أو غير ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.