2006-03-01 • فتوى رقم 3568
هل يحاسب الإنسان على ما توسوس به نفسه من أحاديث خارجة عن إرادته، ولا يستطيع أن يوقفها أو أن يتخلص منها، فأنا أعاني منها بشدة وتزداد في الصلاة والوضوء وقراء القران الكريم، فما هو علاجها وكيف أتخلص منها؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالوسواس مرض نفسي كسائر الأمراض الأخرى، يصيب كثيراًً من الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه، ثم الاستعانة ببعض الأهل لمراقبتك في الوضوء والصلاة، والطلب منك الكف عن المزيد إذا صحت الطهارة أوالصلاة في نظرهم، ولا بد من أن تمتثلي لطلبهم المرة بعد المرة فتتحسن أحوالك إن شاء الله تعالى.
أما الهواجس الشيطانية نحو بعض الأمور الاعتقادية فهذه اختبارات لمدى إيمانك بالله تعالى، وما دام الأمر خارجا عن إرادتك فأنت غير مسؤولة عنه ولا محاسبة عليه من الله تعالى إن شاء الله تعالى، قال تعالى: (لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ)، ولابد من صرفها والدعاء إلى الله تعالى بصرفها عنك، ولك في ذلك الأجر الأوفى عند الله تعالى على الصبر عليها، وأرجو أن تكثري من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ماأنت فيه إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.