2009-01-18 • فتوى رقم 35563
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل: سؤالي هو: إننا في الاذكار بعد الصلاة مع التسبيح نقرأ بعد صلاة المغرب والفجر ثلاث مرات سورة الإخلاص والمعوذتين، وفي أذكار الصباح والمساء أيضاً نقرأ ثلاث مرات الإخلاص والمعوذتين في نفس الوقت عند الفجر والعصر.
فهل نقرؤها مرتين، أي يكون مجموعها ستة، أم نكتفي بقراءتها ثلاث مرات فقط؟
- سؤالي الثاني: إنه من قرأ عشر آيات في اليوم يعتبر من الذاكرين.
فهل الآيات القصيرة تجزئ، كقراءة السور التي في أواخر القرآن الكريم؛ حيث إن هناك آيات في السورة فيها ثلاث كلمات مثلاً؟
- سؤالي الأخير: إنني إنسانة موسوسة كثيراً، وذهبت للحج، وعدت من الحج وقد ذهب مني، ولكن الآن أشعر أنه بدأ يدب في نفسي مرة أخرى كالسابق، وبدأ نفسي يضيق كالسابق، وأخاف من لمس أي شيء وأشعر أن به سحر، وأنه نجس، وكما قلت لي حضرتك سابقاً: أصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وأقرأ الأذكار، ولكن أشعر أن الوسواس بدأ يدب في نفسي، فماذا أفعل يا شيخ؟
انصحني، ربي يبارك فيك، ويجزيك خير جزاء، ويحفظك، وينصرك لما تفعله من مساعدة المسلمين.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أخرج أبو داود والترمذي عن عبد الله بن خبيب رضي الله عنه قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا، فأدركناه، فقال: (أصليتم؟) فلم أقل شيئا، فقال: (قل)، فلم أقل شيئا، ثم قال: (قل)، فلم أقل شيئا، ثم قال:(قل)، فقلت: ما أقول يا رسول الله؟ قال: (قل {قل هو الله أحد} والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات، تكفيك من كل شىء).
وأخرج أبو داود عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة.
وعليه فقد ورد بقراءة المعوذات في كلا الموضعين السابقين، ولم يرد أن القراءة في أحدهما تغني عن القراءة في الآخر.
- أخرج الدارمي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (من قرأ في ليلة عشر آيات كتب من الذاكرين، ومن قرأ بمائة آية كتب من القانتين، ومن قرأ بخمس مائة آية إلى الألف أصبح وله قنطار من الأجر، قيل: وما القنطار؟ قال: ملء مسك الثور ذهبا).
ولا عبرة بقصر الآية من طولها، وإنما العبرة بقراءة عدد الآيات المذكورة ليترب عليها الثواب المذكور إن شاء الله تعالى.
- الوسواس مرض نفسي كسائر الأمراض الأخرى، يصيب كثيراًً من الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه.
وأرجو أن تستمري في الإكثار من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، مع دعاء الله تعالى أن يصرفه ويخفف عنك ما أنت فيه.
وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ما أنت فيه إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.