2009-01-17 • فتوى رقم 35551
السلام عليكم
أنا شاب كنت أطيع الله، وأصلي، وأصوم، ولا اقترب من الفواحش.
إلا أنني عندما سافرت إلى أوربا انقلبت حياتي؛ حيث تركت الصلاة، وأفطرت بعضاً من أيام رمضان، ووقعت في الفواحش والمحرمات.
والآن وبعدما تزوجت تبت إلى الله.
سؤالي: هل علي أن أقضي ما فاتني من الصيام والصلاة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأبارك لك انتباهك لنفسك قبل فوات الأوان، وأؤكد لك بأن الصلاة الفائتة وكذلك الصوم يبقيان في ذمة الإنسان، ولا تبرأ ذمته إلا أن يقضيهما كلهما.
وكل ما هو مطلوب منك الآن أن تقدر الأوقات التي تركت الصلاة فيها منذ البلوغ، ثم تقضي ذلك بحسب قدرتك وإمكانك على مهلك، فتقضي مع كل صلاة وقتية صلاة سابقة أو أكثر، ولك أن تقضي الفروض السابقة بدلا من السنن الحالية إذا تعذر الجمع بين القضاء والسنن؛ لأن الفروض مقدمة على السنن، ولك أن تقضي العشاء في وقت الظهر أو العصر أو غير ذلك، ولك أن تقضيها كلها في الليل إذا شئت، ولك أن تقضي أكثر من فرض واحد في الوقت الواحد، وأسأل الله تعالى لك القبول.
وكذلك الصوم، ما فاتك منه هو دين في ذمتك، وعليك قضاؤه على مهلك، تجتهد في تقدير عدده منذ البلوغ، ولك أن تصوم يوم الإثنين والخميس بنية القضاء لتقضي ما فاتك من الصوم السابق، وتوجر إن شاء الله تعالى فوق قبول القضاء أجر صيام هذين اليومين الفاضلين، وأرجو أن يسامحك الله تعالى في الكفارة بترك الصيام في وقته.
وأرجو أن توفق مع ذلك إلى توبة نصوح مقبولة إن شاء الله تعالى، وإن الله تعالى يفرح كثيرا بتوبة عبده، ويباهي بها الملائكة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.