2008-08-17 • فتوى رقم 31183
هل الحسنات يذهبن الكبائر؟
السلام عليكم
لو مات رجل كان يفعل كبيرة من الكبائر، ولم يتب عنها ولكنه كان فاعلا للخيرات والحسنات ويؤدي الفروض والطاعات والصدقات ويحب مساعدة الناس وإيتاء ذي القربى وصلة الرحم لوجه الله تعالى، وكان كثير الاستغفار والأذكار وكان يقر بذنبه، ولكنه لم يستطع التخلص منه، فهل حسناته من الممكن أن تكفر عن سيئاته بما فيها من كبائر؟
وهل دعاء ولده الصالح أو صدقة جارية عنه يمكن أن تجزئ عن سيئاته وتكفر عن كبيرته التي كان يفعلها، أعلم أن الله يغفر الذنوب جميعا إلا الشرك به والعياذ بالله، ولكن أعلم أن التوبة شرط المغفرة، وهذا ما يحيرني، بحسب علمكم يا شيخ: هل لمن لم يتب من مغفرة من الله واسع الرحمة والمغفرة، أم أنها تترك لله ورحمته ولشفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم وشفاعة الشافعين يوم القيامة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأمر المذنبين إلى الله تعالى وهو سبحانه أرحم الراحمين، وهو أعلم بأحوال عباده وخفاياهم، وقد يندم العبد على معصيته ويستحي من ربه، ويكثر في نفسه من لومها وذمها فيكون ذلك منه توبة لا يردهاالله تعالى، وإن خفي ذلك عن أقرب الناس إليه، والحسنات يذهبن السيئات مطلقا كما قال الله تعالى: ((إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)) [هود من الآية 114]
وعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ)) رواه الترمذي.
ولا بأس بإهداء ثواب النوافل من الطاعات للأحياء أو الأموات، ويجوز لدى جماهير الفقهاء للإنسان أن يتصدق على الفقراء والمساكين ويهدي ثوابها إلى من شاء من الأموات أو الأحياء من أقاربه وغيرهم على سواء، ولا ينقص ذلك من أجره هو شيء إن شاء الله تعالى، سواء في ذلك الصدقة العادية أو الصدقة الجارية، ومثل ذلك قراءة القرآن الكريم على روحه وكل الطاعات النافلة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.