2007-12-15 • فتوى رقم 25232
ما هو الدعاء المشكور في أثناء السجود، وهل أستطيع الدعاء للدنيا أم الدعاء للاخرة فقط؟
جزاكم الله عنا المسلمين كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالدعاء حال السجود جائز، وهو مظنّة الإجابة؛ لأنّ فيه يتمثّل كمال العبوديّة والتّذلُّل والخضوع للّه تعالى، يضع العبد أكرم ما فيه، وهو جبهته ووجهه على الأرض وهي موطئُ الأقدام، تعظيماً لربّه تبارك وتعالى، ومع كمال التّذلل والتّعظيم يزداد القرب والمكانة من ربّ العزّة، فيكون ذاك مظنَّة عود اللّه تعالى على عبده بالرّحمة والمغفرة والقبول، ولهذا قال النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً، فأمّا الركوع فعظّموا فيه الرّبّ عزّ وجلّ، وأمّا السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمِنٌ أن يستجاب لكم»، رواه مسلم، وروى أبو هريرة أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد فأكثروا الدعاء» رواه مسلم.
ولا فرق في ذلك بين سجود الفرض وسجود النّفل، إلا ما قاله الحنفية والقاضي أبو يعلى من الحنابلة من أنّه لا يستحب الزّيادة على «سبحان ربّي الأعلى» في الفرض، وفي التّطوع روايتان.
ونصّ المالكيّة والشّافعيّة على أنّه يندب الدعاء في السجود، وزاد الشّافعيّة: بدينيّ أو دنيوي إن كان منفرداً أو إماماً لمحصورين، أو لم يحصل بالدعاء طول، وإلا فلا.
وفيه يدعو المصلي في سجوده بما يلهمه الله تعالى، وليس له شروط مخصوصة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.