2007-09-25 • فتوى رقم 22258
السلام عليكم
يا شيخ إذا إنسان حلفني بالله أن أعمل له شيء، أو حلفني بالله لا أقوم بأي شيء، وانا لا أريد الاستجابه له، فهل آثم إذا رفضت الطلب، ولم أستجب له؟
واذا وصلتني رسالة، وباخرها مكتوب أمانه برقبتك ترسليها لغيرك، فهل إن لم أستجب ولم أرسلها آثم؟
وإن كان مكتوب أيضا بالله عليك أرسلها ، ولم أرسلها، هل يلحقني إثم إن لم أستجب ولم أرسلها؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فمن حلف على غيره أن يفعل واجباً أو يترك معصيةً وجب إبراره ، لأنّ الإبرار في هذه الحالة إنّما هو قيام بما أوجبه اللّه أو انتهاء عمّا حرّمه اللّه عليه، وإن كان مباحا كان مخيرا بين أن يبره بيمينه أولا، ولو بره بما لا يضره كان أولى، وتجب على الحالف كفارة اليمين إن خالف الشخص المحلوف عليه اليمين.
وكفارة الحنث باليمين أحد أمرين على الترتيب: الإطعام أو الكساء لعشرة مساكين للقادر عليه، أو الصيام ثلاثة أيام متتاليات للعاجز عن الإطعام والكساء، مع العلم أنه لا يصح التكفير بالصوم مع القدرة على الإطعام أو الكساء، لأن الإطعام والكساء مقدمان على الصوم لقوله تعالى: (لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(المائدة:89).
ومقدار إطعام الفقير الواحد يعادل ثلاث دولارات تقريبا.
ولا إثم عليك في مخالفة نص الرسالة في ما ذكرت.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.