2006-02-03 • فتوى رقم 2026
سلام الله عليكم
والدتي تعاني من مرض نفسي منذ كانت صغيرة وهو مرض الفصام من الأمراض العقلية التي ليس لها علاج وهي تعيش معنا بصورة طبيعية جدا لكنها مصابة بالشك في كل من حولها ما عدا أبنائها، ومنذ صغرنا تبث هذه الشكوك فينا، وبهذا عزلتنا عن معظم أهلنا، أما بعد أن كبرنا وتحدثنا مع الطبيب الذي يعالجها وعرفنا أن كل هذه شكوك لا أصل لها ولا سبيل إلى إلغائها من عقلها نهائيا، كيف السبيل الى صلة الرحم؟ فالأرحام من الأخوال والخالات نصلهم ولكن هناك بعضهم إذا تحدثت معهم تشك في أني مسلطة عليها عن طريقهم وأشياء مثل هذه وهي تصرح بها وأحدثهم من ورائها، ولكن هي لها خالات مقطوعة صلتها بهم نهائيا وقد حدثتها في هذا الأمر ورفضت مكالمتهم وأنا أريد أن أكلمهم ولكن أخاف عليها ولاأضمن أن لا تعرف أني حدثتهم، والله يشهد أنه لا سبب لدي غير خوفي على أمي فإذا شكت في أنا حالتها ستسوء جدا وقد حاولت الانتحار من قبل تحت وطاة مرضها هذا وهي الآن تحسنت والصلاة والصيام ساعدوها في استقرار حالتها مع العلاج ولكن في أي لحظة يمكن أن تنتكس فيها، أرجو الإفادة، وما موقفي من خالاتها هل يجب علي صلتهم؟ وإذا كان نعم فكيف ذلك؟ وما موقف أمي التي وبعد كل ما علمناه مؤخرا من الأطباء هي لا تحاسب على تصرفاتها هذه؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأمك ما دامت مريضة فلا تحاسب على أعمالها التي لا تفهمها بسبب مرضها، والله تعالى يعلم مقدار مسؤوليتها عن أعمالها فلا يحاسبها عما لا تفهمه، وأما أنت فلعليك صلة أرحامك وأرحام والدتك بقدر طاقتك دون ان تغضبي أمك، ولا تسألين عن أكثر من ذلك إن شاء الله تعالى، وأرجو أن توفقي لذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.