2007-08-10 • فتوى رقم 19614
هل من دلائل ملموسة على حب الله لعبده المؤمن?
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
قال العلماء إنّ من علامات محبّة اللّه لعبده أن يضع له القبول في قلوب عباده, وأن ينعم عليه بالمغفرة , وأن يقبل توبته, وأن يتولاه بالنّصر والتّأييد والتّوفيق لما يحبه ويرضاه, وأن يحفظ جوارحه وأعضاءه حتّى يقلع عن الشّهوات ويستغرق في الطّاعات بجعله له واعظاً من نفسه وزاجراً من قلبه يأمره وينهاه , لقوله تعالى : « إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً »[مريم: 96], وقوله تعالى : « مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ »[المائدة من الآية 54] .
الآية وللحديث القدسيّ: « وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ ممّا افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه , فإذا أحببته كنت سمعه الّذي يسمع به وبصره الّذي يبصر به , ويده الّتي يبطش بها , ورجله الّتي يمشي بها , وإن سألني أعطيته , ولئن استعاذني لأعيذنه » رواه البخاري.
ولحديث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال : « إنّ اللّه إذا أحبّ عبداً نادى جبريل : إنّ اللّه قد أحبّ فلاناً فأحبّه , فيحبه جبريل ثمّ ينادي جبريل في السّماء : إنّ اللّه قد أحبّ فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السّماء , ويوضع له القبول في أهل الأرض » رواه البخاري. وفي روايةٍ : « . . . وإذا أبغض عبداً دعا جبريل فيقول : إنّي أبغض فلاناً فأبغضه , قال : فيبغضه جبريل , ثمّ ينادي في أهل السّماء : إنّ اللّه يبغض فلاناً فأبغضوه , قال : فيبغضونه ثمّ توضع له البغضاء في الأرض » رواه مسلم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.