2007-07-13 • فتوى رقم 18183
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي سيدنا محمد أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد:
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي هو أنني امرأة روسية أسلمت منذ عدة سنوات، وكنت متزوجة (محصنة) وعرفت حد المحصن، وبعد ذلك طلقني زوجي، وبعد الطلاق وسوس إلي الشيطان، وفعلت الفاحشة وحملت من هذا الزنا، والآن عندي طفل من الزنا، والآن تزوجت من زوج آخر، وكل يوم لا أستطيع أن أنام من هذا الفعل أريد أن آخذ جزائي في الدنيا، ولكن في روسيا بلاد كفر لا يقام فيه الحد، فهل أسافر إلى بلد مسلم ليقام علي الحد هناك أم ماذا أفعل؟
أريد أن آخذ جزائي في الدنيا، فهذا الأمر مسيطر على كلي جوارحي، وأنا أعيش في قلق وهموم وحيرة، كل تفكيري أن آخذ جزائي في الدنيا.
أفيدوني ماذا أعمل وجزاكم الله عنا خيراً
عنواني الاكتروني [email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فليس عليك إلا أن تتوبي التوبة الصادقة النصوح، فالتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:70)
وشرط التوبة النصوح: الندم والاستغفار والتصميم على عدم العود إلى الذنوب مرة أخرى، وأبشرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الجليل عن الله عز وجل:(أنا عند ظن عبدي بي) فليكن ظنك بالله عز وجل خيراً، فإن الله هو الغفور الرحيم، ثم إذا كنت راضية عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، ولتهدئي ولتطمئني (بعد التوبة الصادقة)، فإن الله تعالى يقول: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) (النساء:48) وفي الحديث عند ابن ماجة : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لا ذَنْبَ لَه)، وأرجو أن يكون زوجك الجديد مسلما وإلا لم يصح العقد اصلا.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.