2007-06-28 • فتوى رقم 17607
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد: فإني مذنب، اقترفت ذنباً ينغص علي عيشتي، وإني والله نادم أشد الندم على اقترافه
قمت ببحث عام من خلال شبكة الإنترنت عن هذا الذنب، كنت أعلم أن اللواط هو إتيان الذكر من الدبر، ولكن وجدت أثناء بحثي أن اللواط هو إدخال الحشفة في دبر الذكر حتى يخفيها الجلد، وأجد نفسي الآن مضطرا لتفصيل جريمتي، مع محاولتي وبذل قصارى جهدي لتجنب الألفاظ الخادشة للحياء:
أنا الآن أبلغ من العمر قرابة الـ 16 عاماً، وقد اقترفت ذنبي قبل سنة من الآن، لقد تعودت على هذا الفعل البشع منذ صغري، لكن وجدت أن فعلتي العام الماضي كانت مختلفة؛ لأنني وجدت أني قد بلغت بما يكفي ليقام علي الحد (أي أني احتلمت وأنبتت)، لقد كنت أخدع الأولاد الذين يأتون لزيارتنا بأي طريقة دون أن يعلموا ما كنت أفعل بهم، كنت أختلي بالولد وأدعي أنني سألعب معه، وأقوم بممارسة فعلتي الوحشية معه، لكن لم يكن أي أحد منا عاريا، كنت أمارس فعلتي ونحن الإثنين مستترين، أي أني -وآسف لما سأقوله- كنت أدخل ما يبرز من الذكر من وراء الثياب فيما يبرز من أردافه، فهل يعد هذا الفعل لواط، وهل هناك من أعمال مخصصة يجب أن أقوم بها للتكفير عن ذنبي؟
أنا الآن اعتمد في توبتي على:
1- على سعة مغفرة الله تعالى وهدايته.
2- على أن هذا الفعل ليس بفعل لواط كامل، وحتى ليس بلواط (هل هذا صحيح)؟
3- شروط التوبة من ندم، وعزم على عدم العودة للذنب، وتكفير السيئات بالحسنات... الخ.
فهل أعتمد على أمور صحيحة؟
وأطلب منكم الدعاء لي بالهداية والمغفرة.
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما كنت تفعله هو من عظيم المعاصي التي نهي عنها وزجر بوعيد شديد، ومناف للفطرة البشرية، لكن لم يرد في الشرع عقوبة لذلك بالحد؛ لأنه دون اللواط قليلا، وإنما اكتفى بالتعزير لو وصل الأمر إلى الحاكم لعاقبك عليه بأشد العقوبة.
ولذلك فعليك التوبة النصوح من ذلك، والبكاء والندم على هذه المعصية، والعزم على عدم العود إلى مثلها، والله تعالى يغفر الذنوب جميعاً فيما لو صدق العبد بتوبته، وعليك أن تكثر من الدعاء وعمل الصالحات من الأعمال كالصلاة والصوم والصدقة... لقوله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود:114]، مع كثرة الاستغفار، ثم عليك ترك رفقاء السوء، والسعي للزواج ما أمكنك ذلك.
وأرجو من الله العلي القدير أن يوفقك لتوبة نصوح قبل فوات الأوان، وأن يثبتك عليها، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.