2007-06-25 • فتوى رقم 17290
السلام عليكم
أجبرتني زوجتى أن أقول: (إذا شاهدت هذه القنوات الفضائية تكوني طالق بالثلاثة)، وإلا تترك المنزل، وقد قلت بنية أن لا تترك المنزل، ومع الأيام نسيت وشاهدت القنوات، وعندما تذكرت سألت أحد الشيوخ وأجاب بإطعامى لعشرة مساكين، وفعلت.
وفي إحدى المرات اشتد بيننا الحديث لأنها لمدة يومين تضايقني، ثم أصرت على الخروج وحدها ونحن فى بلد غريبة، فقلت لها: لو خرجت ستكوني طالق، فخرجت فوراً، وبعدها تحججت بأنها في أيام الدورة، وأخرجت كفارة يمين.
والثالثة أثارت كلاما ضايقنى جدا، وأخفت عنى أوراق عملي، واتهمتني بعدم الإنفاق، وكان والدها على التليفون وقالت: (مضايق نفسك ليه طلقني) فقلت لها: أنت طالق ثلاثا، وأيضا أخرجت كفارة يمين، وتبت إلى الله.
أرجو الاهتمام بالرد؛ وهل هي ثلاث طلقات أم زواجنا ما زال صحيح؟
أثابكم الله الجنة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فطلاقك الأول والثاني طلاق معلق على شرط، وبما أنه قد خولف الشرط المعلق عليه فقد طلقت زوجتك منك طلقتين عند جمهور الفقهاء.
وبعض الفقهاء يقول: لو قصد المطلق بذلك منع نفسه وليس الطلاق فلا تطلق زوجته بمخالفته لما حلف عليه، ولكن يلزمه بالمخالفة كفارة يمين، وهو ما عليه كثير من اللجان الفقهية، وكفارة اليمين هي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهن، فإن لم يستطع فصيام ثلاثة أيام متتابعات، والراجح عندي الأول.
أما طلاقك الثالث فهو واقع ثلاثاً عند جمهور الفقهاء، ويقع به البينونة الكبرى، فلا تحل لك بعدها حتى تنكح زوجا آخر.
وذهب بعض الفقهاء إلى أن طلاق الثلاث في مجلس واحد يقع طلقة واحدة، ويفتي بذلك الكثير من المعاصرين، ولا أفتي به؛ لأن الراجح عندي الأول.
ثم إن وقع الطلاق وكانت الطلقة الأولى أو الثانية، فللزوج مراجعة زوجته المطلقة ما دامت في العدة، وعليها أن تستجيب لأنها زوجته.
أما إذا كانت الطلقة الثالثة فلا يحل للزوج مراجعة زوجته بعدها إلا بعد أن تنكح زوجاً غيره، ويتزوجها ويدخل بها، ثم يموت عنها، أو يطلقها بمحض إرادته، ثم بعد مضي عدتها، يجوز لك العود إليها بعقد جديد، لقوله تعالى: ﴿فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ [البقرة:230].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.