2007-06-11 • فتوى رقم 16913
حدثت جريمة قتل سببها ثأر، حيث قام شخصان أقرباء لي بقتل شخص قريب للقاتل الأول الذي قتل أخاهم خلال مشاجرة سابقة، وبعد حصول جريمة الثأر هرب الشخصان أقربائي واسمهم (م) و(ح) خوفاً من الشرطة، وجاؤوا لبيتي من دون دعوة مني، ولحظة دخولهم بيتي سألتهم: ما الذي حصل؟ قال الشخص (م) أن ابن عمهم اسمه (ص) قد أخذ بثأر أخيهم، وقال: انشروا الخبر بأن (ص) هو الذي نفذ الجريمة، يبدو أنه كان يريد إبعاد الشبهة عن نفسه، وإلصاقها بالشخص (ص)، كون (ص) صبي صغير السن ولا يسجن طويلاً، أما الشخص (ح) أكد بأنه أجهز على المقتول، وبعد نصف ساعة جاء أخوهم الكبير واسمه (س) وثلاثة من أخوالهم بعد أن عرفوا أنهم في بيتي، ثم جاء أخي الكبير واسمه (ع)، فقدمت لهم الشاي، ثم طلبت من الشخصان اللذان أظن أنهم القتلة مغادرة بيتي خوفاً من قدوم الشرطة، حيث قد شوهدوا من جيراني، وبقي في البيت أخوهم (س) والذي تبين أنه لم يكن من الذين نفذوا الجريمة، وعنده شهود على ذلك.
وبقي معه في بيتي أخواله وأولاد عمي وإخوتي، فقدمت لهم طعام العشاء، ثم انصرفوا.
وبعد يومين من الجريمة مسكت الشرطة أخ القاتلين (س)، والذي تناول طعام العشاء في بيتي، وأثناء إفادته ذكر أنه تناول طعام العشاء في بيت أخي (ع) وليس في بيتي، كون بيت أخي ملاصق لبيتي، وذكر أنه
التقى مع أخواله في بيتنا ليلة الجريمة، ولكنه أخفى لقائه بإخوته القتلة في بيتي، وأنه لا يعرف من نفذ الجريمة من إخوته.
فطلب القاضي أخي (ع) للشهادة، وطلب منه أن يقسم على كتاب الله بأن يقول الحقيقة، وأثناء شهادته ذكر أخي أن ذلك الشخص بالفعل قد تناول طعام العشاء ليس في بيته، وإنما في بيتي، ولكنه لم يذكر للقاضي كذلك مرور القاتلين على بيتي، لأن هذا الأمر سوف يعرضه للمسؤولية، وقد يسجن بسبب ذلك لأنه لم يبلغ الشرطة.
وسأله القاضي عن الحديث الذي دار بين ذلك الشخص (س) وأخواله، وعن الاتصالات التي أجراها خلال جلوسه في بيتي، وما هي أسماء الأشخاص الذين ذكرهم، والذين يحتمل أن نفذوا الجريمة، فأبلغه أخي بأنه ذكر خلال حديثه واتصالاته أسماء إخوته اللذان نفذا الجريمة، واللذان مروا على بيتنا، واسم صبيين أخرين من أقرباءهم قد ذكروهم، لكنه ليس متأكد لأنه لم ير الجريمة بعينه.
ولتأكيد شهادة أخي طلب القاضي من أخي البقاء في المحكمة، ثم الاتصال بي للقدوم للمحكمة، وطلب مني القسم على كتاب الله بأن أقول الحقيقة، وأنا لا أعلم ما هي شهادة آخي، وما هي المعلومات التي أعطاها للقاضي، وهددني القاضي إذا تطابقت شهادتي مع شهادة أخي لا بأس علينا، ولكن إذا اختلفت سوف نسجن نحن الاثنين، وهذا سوف يضر بنا...
هنا أنا خفت، فنحن موظفان، وقد نتأذى ونسجن بسبب إخفاء مرور القاتلين على بيتنا.
وأنا قدمت للشهادة فقط لتأكيد تناول ذلك الشخص طعام العشاء، وتفاجأت أن القاضي يريد كل معلومة أعرفها.
ولكنني توقعت أن أخي لم يذكر مرور القاتلين؛ لأن في ذلك مسؤولية عليه، والقاضي لا يعرف هذه المعلومة؛ لأن أخ القتلة (س) لم يذكر ذلك له سابقاً.
فذكرت للقاضي أنه بالفعل ذلك الشخص تناول العشاء مع أخواله في بيتي، وبدء القاضي يسألني من خلال شهادة أخي عن الأسماء التي ذكرها، والتي يحتمل أن يكونوا القتلة، وأنا أجاوبه بنعم، ومن بين الأسماء التي ذكرتها أسماء ذلك الشخصين، بعد ذلك سمح القاضي لنا بالمغادرة لبيتنا.
وكون لا يوجد شهود شاهدوا الجريمة سوى شاب قريب للمقتول كان راكباً معه دراجة نارية، وقد طعن، ولا يعرف القتلة كونهم كانوا ملثمين، وبسبب ضغط الشرطة على أقربائي قاموا بتسليم شخصين للسلطات هما:
القاتل (ح) والشخص الأخر صبي ابن أخوهم على أساس أنه ثأر لأبيه، حيث سلم نفسه بدل عمه القاتل (م).
والقاتل (م) لم يذكر أمامي أنه هو الذي قتل، لكن يبدوا أنه كان يبعد الشبهة عن نفسه.
أنا لم أر الجريمة بعيني، ولست متأكداً من القتلة بالضبط سوى سماعي كلام الشخصين اللذان قدما لبيتي، أظن أنهم هم القتلة بالفعل، والقاتل (م) الآن مطلوب للسلطات، وهي تطارده للتحقيق معه.
وأنا كلما أراه طليقاً أحس بالذنب كوني لم أعترف عليه بشكل صريح، ولكنني خفت من الضرر الذي قد يلحق بي، وكذلك أنا لم أشاهد الجريمة، وهو لم يعترف صراحة بأنه هو القاتل، فالكلام الذي سمعته منه هو لصق التهمة بالصبي القريب له.
أفيدوني جزاكم الله خيراً: ما هو موقف الشرع من الذي حصل معي، وهل علي كفارة، فأنا تبت وندمت على ذلك التقصير، ولكنني خائف وأحس بتأنيب الضمير؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعند استدعاء الشاهد من قبل القاضي يجب عليه أن يدلي بشهادته كاملة دون نقص أو أو زيادة، لقوله تعالى: ( وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ)(البقرة: من الآية283). وإذا وجد شاهدان من غيرك فلك أن تعتذر وتمتنع عن الشهادة وإذا لم يوجد غيرك فيجب عليك الشهادة بالحق مهما ترتب عليها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.