2007-06-11 • فتوى رقم 15216
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شيخي العزيز: أرجو النصيحة منك في أمر أخشى إن أعلم به أحداً للستر.
أنا تعرفت على فتاة تبلغ من العمر 19 عاماً، وأنا عمري 22 عاماً، وأحببتها، ثم وقعت بالخطأ والمحظور معها، وجامعتها عدة مرات قبل أن أتوب أنا والفتاة.
ولكن البنت أصبحت مثل المتزوجات، وتريد الزواج مني، وأنا موافق على ذلك، وأرجو من الله أن يستر علينا, ولكن أهلها يريدوها أن تتزوج، وهي لا تستطيع لأني زنيت بها من قبل، علما بأن أمها وأباها وكل عائلتها على علم أني أبحبها، وأريد أن أخطبها وأتزوجها، لكن ظروفي حاليا صعبة بسبب الدراسة، وعلى الأقل يلزمني عامين حتى أستطيع التقدم لها، علما أني تكلمت مع والدها ووضحت ظروفي له, وتكلمت مع والدتها وعمتها وخالتها أطلب منهم الصبر حتى انتهي من الدراسة.
على العلم أن أهلها لا يعلموا شيئاً عن الجماع بيني وبينها, فما نصيحتك لي ياشيخنا؟
علما أني تبت ووعيت على نفسي، وهي أيضاً تابت وعرفنا خطأنا, وندمنا على ذلك, ونطلب السترة من رب العالمين, علما أنه صار لي تقريبا عام على اقترافي الذنب, وكل ما أتى ليتقدم لها خطابين, الله لا بكمل الخطبة والحمد لله، الله ساترنا لأننا توكلنا عليه وتبنا.
ولكن ما نصيحتك لي يا شيخي، وكيف أصحح خطئي الكبير هذا، علما أنه لدي أخوات بنات، أخاف عليهم وأخاف عليهم من الوقوع في مثل ما وقعت به أنا والفتاة.
أرجو النصيحة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلتماه من أكبر المعاصي، وما دام ستركما الله فعليكما ستر أنفسكما والمبادرة إلى التوبة النصوح فوراً، وعدم العود إلى مثل ذلك أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه.
وما كان منكما هو نيجة للاختلاط المحرم، ولجتما بدايته حتى انتهى بكما إلى ما ذكرت.
ولك الزواج من الفتاة التي زنيت بها إن تابت وعلمت صدق توبتها، ووافق أهلها عليك زوجاً لها، لكن لا يجب عليك ذلك.
أما إن استمر رفض الأهل لك، وخافت الفتاة من أن يفتضح أمرها، فلها بعد التوبة النصوح أن ترقع بكارتها عند طبيبة متخصصة إن شاءت كي لا تقع في مشاكل عند زواجها ممن يتقدم لها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.