2006-01-19 • فتوى رقم 1452
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا تخرجت من كلية الطب من بلدٍ أجنبيٍ، وسافرت إلى بلدي فلسطين، أتممت سنة الامتياز المطلوبة، لكي أستطيع العمل،
وبعد هذه السنة سافرت إلى أهلي أبي وأمي وإخوتي، وهم يعيشون في بلدٍ عربيٍ، وأنا في هذا البلد العربي حصلت الانتفاضة الأخيرة، انتفاضة الأقصى، ولم أستطع العودة إلى فلسطين للعمل، وذلك لعدة أسبابٍ، منها أن البطالة كانت شديدةً هناك، ولم يكن لي مكانٌ أو بيتٌ أعيش فيه، وظروف أهلي لا تساعد أن أفتح هناك بيتاً، وغير هذا قلق أهلي علي، وغير هذا والدتي رحمها الله كانت مريضةً، وكان يجب علي أن أبقى إلى جانبها، والكثير من الأسباب الشخصية.
المهم أني تقدمت لامتحان مزاولة المهنة في هذا البلد العربي ونجحت، وكانت شروط التوظيف أن يكون لي خبرة سنتين على الأقل حتى أستطيع أن أعمل في هذاالبلد، وأساعد أهلي، والمشكلة تكمن في أنه لا يجوز لي العمل إلا بعد الحصول على الخبرة، وكان من الممنوع أن أحصل عليها في هذا البلد العربي، لأن قوانينهم تمنع التدريب لغير المواطنين، ولقد اضطررت للتدريب، ولكن بشكلٍ غير رسميٍ لمدة سنتين تقريبا، أي أنني كنت أعمل وأذهب للتدريب للمستشفى ولكن دون أن أحصل على ورقة خبرةٍ، وذلك كما ذكرت لمنع التدريب أصلاً هناك لغير المواطنين.
وبالتالي شاءت الأقدار أن أطلب ورقة خبرةٍ بديلةٍ من بلدي، أي كأني تدربت في بلدي، وبالفعل حصلت على ورقةٍ من عيادةٍ، وتم تصديقها، وهذه الورقة تنص على أني متدربٌ، وهذا هو ما حصل بالفعل، فقد تدربت بل وعملت بالمهنة حتى اكتسبت الخبرة المطلوبة، ولكن مكان التدريب هو الذي لم يكن صحيحا، أي أني تدربت في بلدٍ عربيٍ ولكني بسبب هذه الظروف أحضرت ورقةً من بلدي،
وسؤالي هو: هل يجوز أن أعمل بموجب هذه الورقة التي لولاها لن أستطيع العمل ولا يوجد حلٌ لدي حتى للتخصص؟ لأن التخصص مكلفٌ، ومن المستحيل أن أحصل عليه من غير عملٍ،
وهل لو عملت وأصبحت أتقاضى راتباً، هل هذا الراتب حلالٌ أم حرامٌ؟ وأريد التذكير أني مستوفي الشروط، وهي فترة التدريب أو الخبرة السنتين التي حصلت عليها من هذا البلد، بمعرفة مدير المستشفى، وبإذنٍ منه ولكن دون ورقة خبرةٍ، أي أن الاختلاف في مصدر الورقة الفعلي.
أرجو أن تفيدونا جزاكم الله خيراًً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالذي يرجح عندي عدم جواز هذا الفعل، لأنه مبني على تزوير، مهما كانت المبررات، والدخل المبني عليه غير حلال، وأرى أن تفتش عن طريقة مشروعة أخرى تستطيع بها العمل في أي مهنة كان.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.