2007-06-05 • فتوى رقم 14323
أنا شاب في مقتبل العمر، ملتزم، ولم يحدث لي أن وقعت في فاحشة الزنا، ولكن جل من لا يذنب.
وفي يوم مشؤوم سولت لي نفسي ارتكاب الفاحشة، فكان بيني وبين تلك الساقطة علاقة جنسية سطحية لا أكثر، ولم يحدث إيلاج على الإطلاق.
فندمت ندماً شديداً ودعوتها إلى مغادرة منزلي، ومن حينها لم أعد إلى ذلك الفعل القبيح عن قناعة، طامعا في مغفرة الله التي وسعت رحمته كل شيء.
غير أنني أفاجئ بها تتصل بي، وتخبرني بأنها حامل، وبأنني يجب أن أتحمل مسؤوليتي.
فدعوتها إلى الإجهاض، ولا أعلم: هل هي صادقة في قولها أم كاذبة؟ فقالت: إنها أجهضت بشربها لأقراص مضادة للحمل، ولم تفقد بكارتها، ولم تطلعني على أية وثيقة تتبت حملها، بل إني أشك في صدق قولها، والله أعلم.
وبعد مرور مدة من الزمن أخبرتني أنها فقدت بكارتها تحت تأثير تلك الأقراص التي سببت لها نزيفاً حاداً، وما زالت تتعقبني للزواج بها، وتفعل المستحيل من أجل عرقلة مسيرتي الدراسية، علما أنها تدرس معي في نفس المؤسسة، وتطالبني بالزواج منها، وأنا لا أعلم ما إذا كانت كاذبة هي أم صادقة؟
وهي تهددني بالفضيحة أمام الناس على أساس أنني اغتصبتها، علماً أنها جاءت إلى المنزل الذي أقيم فيه لوحدي بإرادتها، وإنها تكبرني سناً، ولم يحصل بيننا إلا اتصال سطحي، وإني أشك في أن كلامها مختلق كله، ولا أساس له من الصحة.
فماذا أفعل لكي أريح ضميري؟
أنا والله ندمت ندما شديداً، ولم أقرب الزنى منذها، علما بأن البيئة التي أعيش فيها تتيح لي فرصا كثيرة، لكن هذا لا يزيدني إلا ثباتاً ومجاهدة.
والله الموفق.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلته هو من المعاصي، وعليك التوبة النصوح منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، وإن لم يعتبر زنا، فهو من مقدماته، والله تعالى نهانا عن ذلك أيضاً فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
ثم بعد التوبة النصوح لك الزواج من التي فعلت معها مقدمات الزنا إن ارتضيتها لنفسك ورأيت أنها مناسبة لك، وعلمت توبتها وتيقنت من ذلك، ولا يجب عليك ذلك.
أما إذا لم تتيقن من توبتها فليس لك الزاوج منها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.