2007-04-25 • فتوى رقم 13303
هل يجوز للإنسان الدعاء بطول العمر؛ مع العلم أن أجل الإنسان لا يقدم ولا يؤخر؟
أرجو الذكر مع الدليل، جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا مانع من الدعاء للغير أو للنفس بطول العمر، وقد دعا النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لخادمه أنس بن مالك بطول العمر، فقد أخرج أبو يعلى في المسند والطبراني في المعجم الأوسط عن أنس بن مالك قال: انطلقت بي أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، خويدمك فادع الله له، فقال: (اللهم أكثر ماله وولده، وأطل عمره، واغفر له)، قال أنس: فكثر مالي حتى صار يطعم في السنة مرتين، وكثر ولدي حتى قد دفنت من صلبي أكثر من مئة، وطال عمري حتى قد استحييت من أهلي واشتقت للقاء ربي.
والدعاء من قدر الله تعالى، والاستجابة له من قدره سبحانه أيضا، فلا يدعو الإنسان بشيء إلا إذا قدر له الدعاء من الأزل، فقد أخرج الترمذي عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد العمر إلا البر).
وأخرج ابن ماجه عن أبي خزامة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت أدوية نتداوى بها ورقى نسترقي بها وتقى نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال: (هي من قدر الله).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.